وجهات سياحية

جيثورن الهولندية.. قرية القنوات التي أسرت الزوار حول العالم

تحولت قرية جيثورن الهولندية إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية في أوروبا، بفضل مشاهدها الطبيعية وقنواتها المائية التي جعلتها توصف بـ”فينيسيا الصغيرة”، حيث تمتد الممرات المائية والجسور الخشبية والمنازل التقليدية ذات الأسقف القشية في لوحة تجمع بين التاريخ والجمال، مما منح الزوار تجربة فريدة تجمع بين الاسترخاء واستكشاف التراث المحلي.

تقع جيثورن على بعد نحو ساعة ونصف من أمستردام، ويصل الزائر إليها عبر القطار إلى مدينة ستينفايك، ثم بالحافلة إلى وسط القرية الخالي من الطرق، حيث تتحول القنوات إلى شوارع مائية، ويعتمد السكان والزوار على القوارب للتنقل، في حين توفر الممرات الضيقة للمشاة إطلالات متواصلة على الأكواخ والحدائق المزينة بصناديق الزهور الملونة.

ورغم أن التجول بالقوارب يعد النشاط الأشهر، فإن القرية تمنح زائريها خيارات متعددة، مثل السير على الجسور البالغ عددها نحو 180 جسرًا، وزيارة المتاجر والمقاهي والمطاعم المطلة على القنوات، إضافة إلى المتاحف الصغيرة التي تعرض تاريخ القرية وحرفها التقليدية، فيما يختار البعض استكشافها بالدراجات أو المشي على طول الضفاف لالتقاط الصور.

تعود تسمية جيثورن إلى القرن الثاني عشر، وترتبط بأسطورة العثور على قرون الماعز بعد فيضان كبير عام 1170، حيث أطلق عليها اسم “جيتينهورن” قبل أن يتحور إلى “جيثورن”، بينما تنوعت الروايات حول مؤسسيها بين الرهبان الفرنسيسكان والنازحين من البحر الأبيض المتوسط، في حين ارتبط تاريخها باستخراج الخث الذي شكل نشاطًا اقتصاديًا أساسيًا في الماضي.

تشتهر القرية بهدوئها النسبي خارج مواسم الذروة، إلا أنها تشهد ازدحامًا ملحوظًا خلال الصيف، حيث يتوافد آلاف السياح من مختلف الدول، مما يخلق تحديات تتعلق بازدحام القنوات وضيق الممرات، في حين يعاني السكان أحيانًا من السلوكيات غير المسؤولة لبعض الزوار الذين يتجاوزون حدود الخصوصية أو يفتقرون للخبرة في قيادة القوارب.

تولي السلطات والمجتمع المحلي اهتمامًا خاصًا بالحفاظ على الطابع الأصيل للقرية، من خلال تنظيم حركة القوارب، وتوعية الزوار بضرورة احترام الحياة اليومية للسكان، والابتعاد عن إحداث الضجيج أو دخول المناطق الخاصة، كما تسعى لتطوير الخدمات السياحية بشكل يتناسب مع الطاقة الاستيعابية المحدودة للقرية.

وتوفر جيثورن تجارب متنوعة لزوارها، بدءًا من الرحلات البحرية بالقوارب التقليدية والمغطاة، مرورًا بتذوق الأطباق الهولندية المحلية والجبن الشهير، وصولًا إلى شراء منتجات الحرفيين كتذكارات، في حين يفضل كثيرون الاكتفاء بالمشي بين الممرات والاستمتاع بجمال الطبيعة، حيث تتكامل المياه والخضرة والمباني التاريخية في مشهد يجذب عشاق التصوير والسفر من حول العالم.

المصدر: القبس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى