سياحة و سفر

تحول في أنماط السياحة الإيطالية مع ارتفاع أسعار الشواطئ

شهد موسم الصيف في إيطاليا هذا العام تغيرًا ملحوظًا في توجهات السياح المحليين، حيث تراجع الإقبال على الشواطئ بسبب ارتفاع أسعار المرافق والشروط الاقتصادية الصعبة، بينما ارتفعت شعبية المناطق الجبلية كوجهة بديلة.

وأثار الممثل الإيطالي أليساندرو غاسمان جدلًا واسعًا بعد نشره صورة لشاطئ شبه خالٍ، معتبراً أن ارتفاع الأسعار هو السبب الرئيسي لهذا التراجع.

أزمة الشواطئ

تشير البيانات إلى انخفاض في أعداد الزوار على الشواطئ الإيطالية بنسبة تتراوح بين 15% و25% خلال شهري يونيو ويوليو مقارنة بالعام الماضي، خاصة في أيام الأسبوع، فيما لا تزال الشواطئ مكتظة نسبياً خلال عطلات نهاية الأسبوع، لا سيما قرب المدن الكبرى مثل روما.

وأصبح استئجار المقاعد والمظلات والكابينات الشاطئية من العادات التقليدية في الصيف، إلا أن هذا العام شهد تراجعًا واضحًا في الطلب عليها.

يرى فابريزيو ليكورداري، رئيس رابطة ملاك المرافق الشاطئية، أن ارتفاع تكلفة المعيشة وتراجع القدرة الشرائية دفعا الأسر إلى تقليص نفقات الترفيه، موضحًا أن الكثير من العائلات تواجه صعوبات مالية تجعلها تضطر إلى تقليل ميزانية العطلات بشكل كبير.

وذكرت بيانات جمعية “ألتروكونسومو” أن تكلفة استئجار المقعد الشمسي ارتفعت بنسبة 17% خلال أربع سنوات فقط، حيث تتجاوز الأسعار في بعض المناطق 30 يورو يوميًا، وتصل إلى 90 يورو في منتجعات مثل غالليبولي.

الجبال كبديل

على النقيض من ذلك، شهدت المناطق الجبلية في إيطاليا، وخصوصًا جبال الدولوميت، زيادة ملحوظة في أعداد الزوار، حيث لجأ الإيطاليون إلى هذه المناطق بحثًا عن ملاذ بارد بعيدًا عن حرارة الصيف المرتفعة التي تفاقمت بفعل تغير المناخ، هذا التوجه الجديد أحدث ضغطًا متزايدًا على بعض المواقع الطبيعية، ما أثار مخاوف من تأثيرات السياحة المفرطة على البيئة المحلية.

تباينت الآراء حول أسباب انخفاض الإقبال على الشواطئ، إذ دافع رئيس اتحاد المنتجعات الشاطئية موريتسيو رستينغولي عن القطاع، مؤكدًا أن الزيادات في الأسعار طفيفة وأنها تأتي مقابل خدمات إضافية مثل الأمن وإنقاذ الغرقى.

بالمقابل، انتقدت جمعية المستهلكين “كوداكونس” هذا الموقف، ووصفت تكاليف الشواطئ الخاصة بأنها عبء مالي ثقيل على العائلات، متهمة ملاك التراخيص بالمبالغة في الشكوى.

يبدو أن إيطاليا تشهد تحولًا في وجهات السياحة الداخلية نتيجة تداخل عوامل اقتصادية وبيئية، حيث تحولت بعض التوجهات بعيدًا عن السواحل المكلفة نحو المناطق الجبلية الأقل تكلفة والتي توفر بيئة طبيعية معتدلة.

المصدر: يورو نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى