وجهات سياحية

حفر ظفار الطبيعية تجذب السياح وعشاق المغامرة في عُمان

تنتشر في جبال ظفار بالسلطنة حفر عملاقة تثير فضول الباحثين والسياح، وتروي قصصًا جيولوجية نادرة. تقع هذه الفجوات بين التضاريس الخضراء والضباب الكثيف، وتقدم تجربة طبيعية غامرة بين أساطير محلية وأصوات غامضة تتردد بين الصخور.

يُعتبر كهف طيق من أبرز الحفر في ظفار، بمساحة تقارب مليون متر مكعب وعمق 211 مترًا، ويجذب اهتمام العلماء والمغامرين على حد سواء. يمثل الكهف موقعًا مميزًا لدراسة الظواهر الجيولوجية، ويشكل علامة بارزة في المشهد الطبيعي العماني.

تأتي حفرة طوي أعتير، أو “بئر الطيور”، باسمها من الأصوات الغامضة التي تصدر من داخلها. اكتُشفت الحفرة عام 1997 في بعثة علمية مشتركة، وتمثل موقعًا سياحيًا وجيولوجيًا مهمًا. يبلغ قطرها حوالي 140 مترًا وعمقها 211 مترًا، وهي نتيجة لتآكل الصخور الجيرية بفعل المياه، وتضم شلالات خلابة تضفي جمالية فريدة.

على الجانب الآخر، تشكل حفرة شيحيت تحديًا خطيرًا بسبب الطين الزلق والانحدارات الحادة. تقع على بعد 40 دقيقة من طوي أعتير، وتُحيط بها تحذيرات وسياج أمني لحماية الزوار. شهدت المنطقة حوادث كادت تودي بحياة بعض السياح، ما دفع السلطات لاتخاذ إجراءات وقائية صارمة.

يربط العلم بين نشوء هذه الفجوات وتفاعل المياه مع الصخور الجيرية عبر آلاف السنين، في حين تحكي الأساطير عن نيازك عملاقة اصطدمت بالأرض، مما يمنح هذه المواقع بعدًا غامضًا يضيف إلى سحرها.

تسعى سلطنة عمان لتعزيز قطاع السياحة عبر مشاريع مستدامة تجمع بين الطبيعة والتراث، مع زيادة أعداد الزوار التي تجاوزت أربعة ملايين في 2024. تظل ظفار وجهة مفضلة خصوصًا في فصل الخريف، حين تهدأ درجات الحرارة وتكتسي المنطقة بجمالها الطبيعي.

يجب التمييز بين حفر ظفار وحفرة “بئر الجحيم” اليمنية، التي تكتنفها أساطير مختلفة وتتسم بتكوينات مغايرة. تبرز ظفار كمنطقة طبيعية فريدة تتسم بالصفاء والظواهر الجيولوجية المميزة، بعيدة عن المعتقدات والأساطير المحيطة ببئر برهوت في اليمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى