السعودية تطلق منصة وطنية متقدمة لبيانات الرصد الفضائي يدعم التحول الرقمي

أطلقت مجموعة نيو للفضاء، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، أول منصة وطنية متخصصة لبيانات الرصد الفضائي للأرض، في خطوة نوعية تسعى من خلالها المملكة إلى تمكين قطاعاتها الحيوية من الوصول إلى بيانات متقدمة، تسهم في تعزيز التحول الرقمي، وتحقيق أهداف رؤية 2030، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والنقل والزراعة.
اعتمدت المنصة الجديدة، التي تُشغّلها شركة UP42 التابعة للمجموعة، على منظومة تقنية متكاملة، تسهّل الحصول على بيانات الأقمار الصناعية وتحليلها، مستفيدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، حيث تشكّل هذه المنصة سوقًا رقميًا مرنًا، يربط مزودي البيانات بالمستفيدين من الجهات الحكومية والشركات، من خلال بيئة تفاعلية آمنة وسهلة الاستخدام.
أوضحت “نيو للفضاء” أن المنصة تضم شبكة متنامية من مزودي البيانات، وتتيح صورًا عالية الدقة، ومجموعات متنوعة من بيانات الرصد، تمكّن مطوري الحلول الرقمية ومقدمي الخدمات من الوصول الفوري إلى أدوات تحليل متقدمة، تسهم في تسريع اتخاذ القرار، ودعم مشاريع النمو الوطني، وتهيئة السوق المحلي لاعتماد أوسع للتقنيات الفضائية.
جاء هذا الإطلاق بعد استحواذ المجموعة على شركة UP42 في نهاية عام 2024 من شركة إيرباص، حيث تُعد هذه المنصة واحدة من أبرز المشاريع الرقمية المتخصصة في مراقبة الأرض عالميًا، بفضل تقنياتها المتطورة وقدرتها على تقديم خدمات مؤتمتة بالكامل، ما يسهم في دعم سلسلة التوريد الفضائية من مصدر البيانات حتى المستخدم النهائي.
أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة نيو للفضاء، مارتين بلانكن، أن هذه الخطوة تمثل نقلة في صناعة البيانات الفضائية بالمملكة، مشيرًا إلى أهمية توفير منصة موحدة وموثوقة تدعم مشاريع البنية التحتية، وخطط التوسع العمراني، وتحسين استثمار الموارد، خاصة في ظل المساحة الشاسعة التي تمتد عليها المملكة، والتي تتطلب أدوات تحليل دقيقة ومحدثة باستمرار.
من جانبه، أوضح نائب المحافظ المكلف لقطاع الفضاء بهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، فرانك سالجغيبير، أن المملكة اليوم في نقطة تحول حقيقية، إذ يجري دمج الذكاء الاصطناعي مع بيانات الفضاء على نحو غير مسبوق، ما يفتح آفاقًا واسعة لتسريع تبنّي هذه التقنيات، وتعزيز القدرات الوطنية في مجال الاستشعار عن بعد، ضمن بيئة تنظيمية متقدمة وبنية تحتية آمنة.
أعربت مجموعة نيو للفضاء عن شكرها للدعم المستمر من هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، الذي مكّن المنصة من الانطلاق بثقة، مشيرة إلى أن المنصة باتت متاحة عبر الإنترنت، حيث تتيح معالجة الصور والبيانات ضمن معايير موحدة، وتخضع لمتطلبات الأنظمة المحلية، مع ضمان الامتثال الكامل للضوابط التقنية والتنظيمية.





