مبادرة “سفراء الزراعة” تنطلق لدعم السياحة البيئية والتنمية الزراعية بعسير

أطلق فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة عسير مبادرة جديدة تحت شعار “سفراء الزراعة 2025″، في خطوة تهدف إلى إبراز الإمكانات الزراعية الغنية التي تتمتع بها المنطقة، وتسليط الضوء على التجارب المحلية الناجحة في المجال الزراعي، وذلك من خلال برامج ميدانية تتيح للمهتمين والناشطين الإعلاميين فرصة التفاعل المباشر مع الواقع الزراعي، والمساهمة في توثيقه وتعزيزه إعلامياً وتنموياً.

جاءت المبادرة في توقيت متزامن مع فعاليات موسم صيف عسير الذي يحمل هذا العام شعار “أبرد وأقرب”، حيث احتضن فرع الوزارة ورشة عمل تعريفية بحضور عدد من المهتمين بالزراعة والبيئة والسياحة الريفية، ليتم بعدها إطلاق أولى الجولات الميدانية التي شملت عدداً من مزارع البن المحيطة بمدينة أبها، حيث تعرّف المشاركون على الممارسات التقليدية في زراعة البن وأساليب معالجة المحاصيل، ما أتاح لهم فرصة نادرة للاطلاع على التفاصيل الدقيقة للعمل الزراعي اليومي في البيئة الجبلية الفريدة لعسير.

استهدفت المبادرة إشراك المتطوعين من مختلف التخصصات، خاصة أولئك المهتمين بالإعلام السياحي والبيئي، وذلك عبر زيارات إلى مزارع نموذجية ومواقع تربية الماشية والنحل في محافظات المنطقة، كما تم فتح المجال أمامهم للمشاركة في تنظيم الأنشطة الميدانية والتوثيق الإعلامي، في إطار يسعى إلى تفعيل دور المجتمع المحلي في دعم الاقتصاد الريفي، وتعزيز الهوية الزراعية للمنطقة.

سعت المبادرة أيضاً إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعي في المجال الزراعي، من خلال تهيئة بيئة تفاعلية تجمع بين أصحاب المزارع والممارسين التقليديين من جهة، والإعلاميين والناشطين الشباب من جهة أخرى، ما يساعد على نقل الخبرات وتوثيق قصص النجاح المحلية، والترويج لمفهوم السياحة البيئية كأحد المسارات الواعدة في التنمية المستدامة.

أكّدت الوزارة أن هذه المبادرة تأتي ضمن استراتيجية أشمل لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة، من خلال دمج المجتمع المحلي في برامج التنمية الريفية، وربط القطاع الزراعي بالسياحة البيئية، لما تحمله منطقة عسير من مقومات طبيعية وزراعية تجعلها نموذجاً قابلاً للتوسع والتكرار في مناطق أخرى، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد من الجهات الحكومية بتفعيل المبادرات المجتمعية ذات الأثر الاقتصادي والثقافي.