جبل السمراء في حائل يروي قصة الكرم العربي عبر إطلالة تاريخية ساحرة

يستقبل “جبل السمراء” في شرق مدينة حائل زواره بإطلالة بانورامية تأسر الأنظار وتغلف المكان بعبق التاريخ، إذ يُعد أحد أبرز المعالم الجغرافية في المنطقة وأكثرها شهرة، ويقصده السياح والزوار من مختلف أنحاء المملكة وخارجها، لما يحمله من رمزية ثقافية مرتبطة بإرث الكرم العربي القديم، ولما يوفره من مناظر طبيعية خلابة وتجارب ترفيهية متنوعة.

يرتبط الجبل باسم حاتم الطائي، الشخصية العربية الشهيرة في الجود والكرم، الذي عاش في منطقة حائل خلال القرن السادس الميلادي، وكان يوقد النار على قمة الجبل ليلاً ليهتدي بها المسافرون الباحثون عن المأوى والطعام، ما حوّل الجبل إلى معلمٍ ثقافيٍ يُجسد روح الضيافة التي عُرفت بها المنطقة منذ قرون، ويُخلّد هذا السلوك الرمزي إرثًا إنسانيًا عميقًا ما يزال حاضرًا في وجدان سكان حائل حتى اليوم.

يمتد جبل السمراء بتضاريسه المتوسطة بين السهول والأودية، ويطل مباشرة على مدينة حائل في مشهد بانورامي يجمع بين عبق المكان واتساع الأفق، ما يجعله وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والتصوير والهدوء، خصوصًا ضمن فعاليات موسم صيف السعودية 2025 التي تُقام تحت شعار “لوّن صيفك”، حيث يتوافد الزوار للاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والثقافية وسط أجواء عائلية نابضة بالحياة.

وعلى سفح الجبل، يحتضن الزوار متنزهًا يُعد من أكبر المتنزهات العامة في المنطقة، يمتد على مساحة تبلغ مليون متر مربع، ويضم بحيرة صناعية ومساحات خضراء ومناطق مخصصة للمشي وملاعب للأطفال ومرابط للخيل، إلى جانب مسابح وشلالات تضفي على المكان جوًا من الانتعاش، كما يشتمل المتنزه على 90 شاليهًا موزعة بطريقة تضمن الخصوصية والراحة للزوار.

وتتنوع مرافق المتنزه بين سوق شعبي يبرز الحرف التقليدية، ومطاعم ومقاهٍ تلبي مختلف الأذواق، وساحات مخصصة للفعاليات والمهرجانات الموسمية التي تُقام طوال فترة الصيف، ما يمنح الزائر تجربة سياحية متكاملة تدمج بين الترفيه والاستكشاف الثقافي، وتعزز من مكانة حائل كوجهة سياحية ذات خصوصية وهوية متفردة.