العربية للطيران أبوظبي تتوسع بقوة بعد انسحاب ويز إير من السوق

استعدت شركة العربية للطيران أبوظبي لتنفيذ أكبر توسع في تاريخها التشغيلي منذ انطلاقتها عام 2020، بعد إعلانها خططًا لزيادة طاقتها الاستيعابية بنسبة 40% خلال عام 2025، حيث يأتي هذا القرار كرد فعل مباشر على انسحاب شركة ويز إير من أبوظبي والمنطقة بالكامل اعتبارًا من الأول من سبتمبر، وهو الانسحاب الذي فتح الباب أمام تغيرات كبيرة في سوق الطيران منخفض التكلفة في العاصمة الإماراتية.
ونجحت الشركة حتى الآن في إضافة طائرتين جديدتين من طراز إيرباص A320 إلى أسطولها خلال فصل الصيف، مع توقع وصول طائرتين إضافيتين قبل نهاية العام الجاري، وبذلك تتجه العربية للطيران أبوظبي إلى تشغيل 14 طائرة بحلول شهر ديسمبر المقبل، ما يعكس تحركًا سريعًا ومدروسًا لاستغلال الفراغ الذي خلفه انسحاب ويز إير، وتعزيز دورها في تلبية الطلب المتزايد على خدمات الطيران الاقتصادي من وإلى أبوظبي.
وأكد عادل العلي، الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، أن هذا التوسع ليس مجرد استجابة للظروف، بل يمثل أيضًا خطوة استراتيجية في دعم جهود أبوظبي الرامية إلى تعزيز ارتباطها الجوي الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن إضافة الطائرات الجديدة ستدعم كفاءة الشركة التشغيلية وتوسع شبكة وجهاتها لتواكب الاحتياجات المتزايدة للمسافرين.
وتشغل الشركة حاليًا أكثر من 30 وجهة مباشرة تغطي الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى وشبه القارة الهندية وأوروبا الشرقية، وكانت قد أطلقت مؤخرًا رحلات إلى وجهات جديدة منها يريفان وألماتي وسيالكوت، في حين أن انسحاب ويز إير أدى إلى إلغاء نحو 29 مسارًا جويًا تغطي مناطق واسعة من آسيا وأوروبا وأفريقيا، وهو ما دفع المحللين إلى اعتبار الأمر فرصة نادرة أمام شركات الطيران المنافسة لتوسيع شبكاتها.
ورغم التفاؤل المبدئي، فإن خبراء القطاع أشاروا إلى أن ملء هذا الفراغ لن يكون مهمة سهلة، حيث يتطلب قرارات مدروسة وتقييمات دقيقة، وقد أوضح أنتونوالدو نيفيس، الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران والمسؤول أيضًا عن إدارة العربية للطيران أبوظبي، أن الاستحواذ على مسارات ويز إير يجب أن يتم وفق معايير استراتيجية وليس كرد فعل سريع.
وسارعت شركة الاتحاد للطيران إلى الإعلان عن خطط لإضافة سبع وجهات جديدة إلى شبكتها التشغيلية حتى عام 2026، مع التركيز على أوروبا والقوقاز وآسيا الوسطى، وقد شملت هذه الوجهات مدنًا مثل ألماتي ويريفان وبوخارست وباكو وطشقند، وهي وجهات كانت تخدمها سابقًا ويز إير، مما يشير إلى أن شركات الطيران الوطنية في أبوظبي تتحرك بشكل متوازن ومنظم لسد الفجوة دون تكرار تجربة الانسحاب المفاجئ.





