أخبار سياحيةطيران

طيران الإمارات تحافظ على ريادتها في الخليج رغم النمو الإقليمي

تواصل طيران الإمارات تعزيز موقعها الريادي في سوق الطيران الخليجي من حيث عدد المسافرين والربحية، مما يؤكد قدرتها على الحفاظ على مركزها الأول بين شركات الطيران الإقليمية في ظل المنافسة المتزايدة.

وسجلت الشركة، التي تتخذ من دبي مقراً لها، أداءً لافتاً خلال الربع الأول من عام 2025، متقدمة بفارق ملحوظ على أقرب منافسيها من حيث مؤشر «إيرادات الركاب لكل كيلومتر» (RPK)، الذي يُعد من أبرز مؤشرات الأداء في صناعة الطيران.

حققت طيران الإمارات أكثر من 67 مليار كيلومتر ضمن هذا المؤشر الحيوي، وفقاً لبيانات أصدرتها شركة «أو إيه جي أفييشن وورلدوايد» المتخصصة في تحليل بيانات السفر الجوي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 5% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

ويُحسب هذا المؤشر من خلال ضرب عدد المسافرين في المسافة المقطوعة، مما يمنح تصوراً دقيقاً عن حجم النشاط وكفاءة الشبكة التشغيلية، ويؤكد بوضوح الطلب المستمر على خدمات طيران الإمارات وتوسع حضورها العالمي.

وبرغم أن الشركة الإماراتية تتصدر المشهد من حيث الحجم، إلا أن شركة «الاتحاد للطيران» في أبوظبي أظهرت بدورها نمواً سريعاً لافتاً، إذ سجّلت ارتفاعاً نسبته 15% في مؤشر «إيرادات الركاب لكل كيلومتر»، وهو ما جعلها أسرع شركات الطيران الخليجية نمواً خلال الفترة ذاتها.

وتأتي هذه النتائج انعكاساً لاستراتيجية جديدة تبنتها الشركة خلال السنوات الأخيرة، شملت إعادة هيكلة شاملة لتقليص النفقات وتحقيق كفاءة تشغيلية، من خلال تقليص الوجهات الأقل ربحية والتركيز على المسارات الحيوية التي تربط بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.

كما أعلنت «الاتحاد للطيران» عن عزمها إطلاق سبع وجهات جديدة خلال النصف الثاني من عام 2025، استجابةً للطلب المتزايد على السفر.

في المقابل، لم تكن جميع شركات الطيران الخليجية على المسار ذاته، حيث سجلت «الخطوط الجوية القطرية» تراجعاً طفيفاً بنسبة 2% في نفس المؤشر، رغم النمو الإقليمي في عدد الركاب.

وأرجع خبراء هذا التراجع إلى الاعتماد الكبير للشركة على رحلات الترانزيت، والتي تتميز بعوائد أقل مقارنة بالرحلات المباشرة.

واعتبر المحلل الجوي جون غرانت أن هذه النتائج قد تكون مؤشر قلق، خاصة أن الشركة تواجه منافسة حادة في سوق الترانزيت من شركات أخرى تقدم خيارات بأسعار وخدمات منافسة.

أما شركات الطيران الأصغر حجماً، مثل «الطيران العُماني» و«الخطوط الجوية الكويتية»، فقد عانت من تراجع أكثر حدة في أدائها، إذ انخفض مؤشر RPK لدى «الطيران العُماني» بنسبة 13%، وتراجع بنسبة 14% لدى «الخطوط الجوية الكويتية»، التي ما زالت تواجه تحديات تشغيلية ومالية مستمرة.

وأشارت تقارير إلى أن «الطيران العُماني» خفض عدد طائرات أسطوله بنسبة 29% مع بداية العام، في محاولة للحد من الخسائر، بينما لم تُخفِ «الخطوط الجوية الكويتية» توقعاتها المتشائمة بشأن تحقيق أرباح خلال العامين المقبلين. وقد شهدت الأخيرة أيضاً تغييراً في إدارتها العليا بإقالة الرئيس التنفيذي وتعيين عبدالوهاب الشطي بدلاً منه.

وعلى الصعيد العالمي، أظهرت أرقام «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (IATA) أن حركة المسافرين ارتفعت بنسبة 5% في الربع الأول من 2025، لتبلغ 2.16 تريليون كيلومتر، مدفوعةً بنمو قوي في الطلب، وأسهمت شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 4% من هذا النمو، مما يعكس عودة النشاط إلى قطاع الطيران بوتيرة أسرع من المتوقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى