صباح علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: هكذا تنافس الدول العربية في سوق السياحة الحلال

شدد صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، على أن السياحة الحلال تمثل أحد أبرز الاتجاهات العالمية في صناعة السفر والسياحة، حيث باتت تستقطب اهتمامًا متزايدًا من دول العالم، نظرًا لما تحمله من فرص اقتصادية واعدة واستجابة لمتطلبات شريحة واسعة من المسافرين المسلمين وغير المسلمين على حد سواء.
وأوضح علال أن مصطلح “السياحة الحلال” لم يعد مقتصرًا على توفير الطعام المتوافق مع الشريعة، بل توسّع ليشمل نمط حياة متكامل يراعي القيم الدينية والثقافية للمسافرين، بدءًا من أماكن الإقامة والخدمات الفندقية، وصولًا إلى شركات الطيران والمطاعم ومرافق الترفيه.
أشار علال إلى أن بعض الدول غير العربية مثل ماليزيا وتركيا وأندونيسيا تمكنت من ترسيخ حضورها بقوة في هذا السوق بفضل استراتيجيات واضحة، واهتمام بالتفاصيل التي تؤسس لبيئة سفر متكاملة تلبي احتياجات الزائر المسلم، ورغم أن الدول العربية تملك المقومات الثقافية والدينية والبشرية التي تؤهلها لتكون في طليعة هذا القطاع، إلا أن حضورها لا يزال متواضعًا مقارنة بالإمكانات المتاحة.
ولفت إلى أن ضعف الترويج الخارجي للمنتجات السياحية المتوافقة مع معايير السياحة الحلال، وعدم توفر منظومات خدمية متكاملة مخصصة لهذه الفئة، يساهمان في تراجع تنافسية الوجهات العربية على الصعيد العالمي.
ونوّه رئيس الاتحاد إلى أن العديد من المسافرين يبحثون اليوم عن فنادق تراعي الخصوصية الأسرية، وتوفر خيارات طعام حلال، ومساحات للصلاة، وأجواء خالية من الكحول والممارسات المخالفة لقيمهم، وهي أمور يمكن تطويرها بسهولة داخل الفنادق والمطارات والمرافق السياحية في البلدان العربية، لو توفرت الإرادة والسياسات المنظمة، كما أشار إلى أهمية تدريب الكوادر السياحية والعاملين في القطاع على التعامل المهني الحساس مع هذه الفئة من السياح، بما يعزز من جودة التجربة ويشجع على التكرار والانتشار.
وأكد صباح علال أن الوقت قد حان كي تتعامل المؤسسات السياحية الرسمية والخاصة في العالم العربي مع السياحة الحلال بوصفها مسارًا اقتصاديًا استراتيجيًا، لا مجرد توجه عابر، مشيرًا إلى ضرورة إصدار شهادات اعتماد معترف بها عالميًا، وإنشاء منصات حجز إلكترونية موجهة، والتعاون مع هيئات السياحة الإسلامية العالمية لبناء جسور الثقة مع الأسواق المستهدفة.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.





