بياريتز الفرنسية تفتح أبوابها لصيف يجمع البحر والثقافة والتاريخ

السياحة في مدينة بياريتز الفرنسية تمنح الزائر تجربة صيفية متكاملة، حيث تتلاقي الطبيعة مع الأناقة وتندمج الثقافة مع أجواء البحر، وتحتفظ المدينة بمكانتها كوجهة راقية على الساحل الغربي لفرنسا، بعدما كانت محطة مفضلة للنبلاء في القرن التاسع عشر، وعلى رأسهم الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث، فتحولت من قرية صيد بسيطة إلى وجهة فاخرة تجتذب الزوار من جميع أنحاء أوروبا، مستفيدة من موقعها على خليج بسكاي ومواجهتها المباشرة للمحيط الأطلسي.
وتُعد بياريتز اليوم عاصمة رياضة ركوب الأمواج في أوروبا، حيث تتلاطم الأمواج على شواطئها لتمنح الرياضيين والمغامرين مساحات مثالية للممارسة، بينما توفر المدينة للمصطافين أجواءً متوازنة بين الاسترخاء في المنتجعات وتذوق الطعام الفاخر والاستمتاع بأجواء المقاهي والمحلات التقليدية.
يبدأ الزائر يومه بالاستلقاء على شاطئ غراند بلاج، الذي يمتد برماله الذهبية حتى فندق القصر، ويتحول في الصيف إلى ساحة شاطئية نشطة بأكواخ ملونة ومرتادي البحر، مع وجود تعليمات أمان واضحة تمنع السباحة في فترات الخطر، وتجاوره ممشى “كاي دو لا غراند بلاج” الذي يمنح الزائر إطلالة بانورامية على الساحل ومنارة المدينة.
ويكمل الزائر جولته إلى شاطئ ميرامار، الممتد بين فندق القصر ونقطة سان مارتن، حيث تنساب الأمواج بقوة وتفرض شروط أمان صارمة، ويجذب الشاطئ هواة الاسترخاء والمنتجعات الصحية، كما يتميز بوجود صخرة روش روند التي تعد محمية طبيعية وملاذاً للطيور، أما الأطفال والعائلات فيتوجهون إلى أكواريوم بياريتز، بمساحته الواسعة التي تضم أكثر من 20 حوضاً مائياً تمثل كائنات من البحار السبعة، وتُقام فيه عروض إطعام الفقمات مرتين يومياً في تجربة محببة للعائلات.
ويمنح روشيه دو باستا الزائر إطلالة فريدة من نوعها، حيث تصله عبر جسر حجري مقوس إلى جزيرة صغيرة مغطاة بالخضرة ومطلة على البحر، وتحوي مقاعد ومنصات طبيعية للاستراحة، وتجاورها كنيسة سانت أوجيني ذات الطراز القوطي الجديد، كما يُمكن لمحبي التصوير الاستمتاع بالمناظر من قمة منارة بياريتز، المبنية منذ 1834، والتي ترتفع 73 متراً فوق البحر، وتحيط بها حديقة هادئة وأشجار وارفة.
ويمكن الوصول إلى المدينة بسهولة من خلال مطار بياريتز الذي يستقبل رحلات من مختلف المدن الأوروبية، ويبعد 10 دقائق فقط بسيارة الأجرة عن مركز المدينة، كما يمكن للزوار الاعتماد على رحلات القطارات السريعة TGV والقطارات الإقليمية TER التي تربط المدينة ببوردو وبو وتولوز في رحلات تستغرق من ساعة إلى ساعتين، ما يعزز من سهولة الحركة ويجعل المدينة خياراً صيفياً جذاباً للباحثين عن التوازن بين الراحة والنشاط.





