قرى ألبانيا الجبلية تمنحك سكون الطبيعة

توفر القرى الجبلية في ألبانيا تجربة سياحية مختلفة تجمع بين جمال الطبيعة، والهدوء، وفرص الاستكشاف، وتمنح الزائرين بديلاً عملياً للهروب من الضوضاء والاكتظاظ، إذ يمكن للمسافر أن يجد نفسه وسط جبال شاهقة، ومياه صافية، وهواء نقي، دون الحاجة إلى وسائل ترفيه حديثة.

تُعد قرية “ثيث” من أبرز هذه القرى، حيث تقع في وادٍ محاط بقمم الألب الألبانية، وتُعرف بمناظرها الطبيعية ومبانيها التقليدية، من بينها برج نيكول كوتشيكو، يقصدها الزوار لهدوئها وطبيعتها، وللإقامة في بيوت ضيافة بسيطة تعكس الحياة الريفية المحلية.

قرية “لين”، من ناحية أخرى، تقع على ضفاف بحيرة أوهريد، وتجمع بين الطبيعة والتاريخ، إذ توجد فيها آثار كنيسة قديمة، ويمكن للزوار الاستمتاع بجولات مائية قرب المنحدرات الصخرية المحيطة.

في الشمال، توفر قرية “غوريكا إي فوغيل” موقعاً مناسباً لعشاق التنقل في الطبيعة، خاصة قرب بحيرة بريسبا، حيث تتوفر مسارات مشي وإطلالات بانورامية، أما قرية “فيرموش” فتمثل ملاذاً مثالياً للباحثين عن المغامرة، إذ تقع على ارتفاع 1100 متر، وتُعرف بمسارات المشي الجبلية، وتساقط الثلوج شتاءً، مما يحد من الأنشطة خلال أشهر البرد، ويجعل الصيف موسمها الرئيسي.

قرية “فيرزا” ليست وجهة بحد ذاتها، لكن الطريق المائي المؤدي إليها من كومان يصنّف من بين أجمل طرق الملاحة الداخلية في أوروبا، وتوفر الرحلة تجربة مشاهدة تضاريس فريدة يصعب الوصول إليها براً.

قرية “كوكس” تستحق التوقف أيضاً، حيث لعبت دوراً إنسانياً في التاريخ المعاصر، وتحتضن نصباً تذكارياً للاجئين، مع إطلالات طبيعية تعكس جمال الشمال الألباني.

من ناحية الريفييرا، تستقبل قرى مثل “ذرمي” و”كيبارو” الزوار بإطلالات ساحلية وبنية تقليدية، حيث تنتشر بيوت حجرية على تلال تطل على البحر، وتزرع الزيتون على مدرجاتها، مما يجعلها محطة صيفية مفضلة للباحثين عن الهدوء.

أما قرية “فوسكوبويا” فتقدّم جانباً ثقافياً، إذ تحتضن كنائس مزينة برسومات جدارية، وتُعد مركزاً مهماً لهواة الفنون والتاريخ الديني.

توفر هذه القرى مجتمعة تجارب متعددة، من رحلات المشي الجبلي، إلى التخييم، مروراً بالاسترخاء في بيوت ريفية تقليدية، وتجربة الأطباق المحلية، ما يجعل ألبانيا وجهة مناسبة للسياحة الهادئة، دون الحاجة إلى بنية تحتية فاخرة أو تكاليف مرتفعة.