وجهات سياحية

تايلند تسجل انخفاضاً ملحوظاً في حركة السياحة

سجّلت وزارة السياحة في تايلند تراجعاً ملحوظاً في أعداد السياح الأجانب الوافدين منذ بداية العام الحالي، حيث انخفض عدد الزوار بنسبة 5.62٪ خلال الفترة من 1 يناير حتى 13 يوليو 2025 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وهو ما يعكس تحديات متزايدة تواجه قطاع السياحة التايلندي في الفترة الراهنة، رغم التعافي العالمي التدريجي من تداعيات جائحة كورونا.

وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن عدد السياح الذين دخلوا البلاد خلال هذه الفترة بلغ نحو 17.75 مليون سائح، مشيرة إلى أن ماليزيا ما زالت تحتفظ بموقعها كأكبر مصدر للسياح إلى السوق التايلندي بعدد يصل إلى 2.46 مليون زائر، وجاءت الصين في المرتبة الثانية بعدد 2.44 مليون زائر، بينما توزعت بقية الأعداد على دول جنوب شرق آسيا وأوروبا وأستراليا، مع غياب ملحوظ للزوار من بعض الأسواق التقليدية نتيجة ضعف العملة أو اضطرابات داخلية في تلك الدول.

وكان بنك تايلند قد بادر الشهر الماضي إلى مراجعة توقعاته السنوية بشأن عدد السياح الأجانب، حيث خفّض تقديراته من 37.5 مليون زائر إلى 35 مليوناً فقط خلال عام 2025، وذلك استناداً إلى أداء النصف الأول من العام الحالي، والذي لم يلبِّ التوقعات السابقة.

وتعد هذه الأرقام بعيدة عن المستويات القياسية التي سجلتها البلاد في عام 2019 حين استقبلت نحو 40 مليون سائح، وهو العام الذي سبق تفشي جائحة كوفيد-19 وأدى إلى إغلاق تام للحدود العالمية وشلل شبه كلي في حركة السياحة الدولية.

ويأتي هذا التراجع رغم الحوافز التي قدمتها الحكومة التايلندية أخيراً لإنعاش قطاع السياحة، حيث تم تمديد صلاحية التأشيرات لبعض الجنسيات، وتخفيض بعض الرسوم، وتحسين البنية التحتية للمطارات، إلى جانب حملات ترويجية موسعة في أسواق آسيا وأوروبا، إلا أن تأثير تلك المبادرات لم يظهر بشكل فوري، وسط منافسة متزايدة من وجهات سياحية أخرى تقدم عروضاً بأسعار أقل أو خدمات نوعية أكثر تنوعاً.

ويرى مراقبون أن السوق الصيني، الذي كان محركاً أساسياً للسياحة في تايلند خلال العقد الماضي، لم يستعد بعد زخمه الكامل، لأسباب تتعلق بالاقتصاد المحلي، وتشديدات السفر الداخلية، وتحول بعض المسافرين إلى وجهات جديدة. كما أن تغير أولويات المسافرين بعد الجائحة، واهتمامهم بالسياحة البيئية أو المناطق الأقل اكتظاظاً، ساهم في إعادة تشكيل أنماط الطلب العالمي.

وتعمل وزارة السياحة حالياً على مراجعة استراتيجياتها وخططها الترويجية للنصف الثاني من العام، بهدف تحقيق نمو تصاعدي وتعويض الفجوة الحاصلة في الأشهر الأولى، وسط توقعات بتسجيل حركة أنشط في موسم الشتاء المقبل، خصوصاً من الأسواق الأوروبية.

المصدر: القبس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى