وجهات سياحية

الكورنيش الجنوبي في اللاذقية يتحول لمعْلم ساحلي بارز

يُمثل الكورنيش الجنوبي في مدينة اللاذقية السورية واحدًا من أبرز المعالم الساحلية الحضرية، ويقع على الطرف الجنوبي من المدينة بمحاذاة شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ويُعد الامتداد الجغرافي لهذا الكورنيش من الشمال إلى الجنوب من أكثر المناطق تداخلاً مع مياه البحر، حيث تُشكل تضاريسه الحادة وانحداراته البحرية المباشرة طابعًا خاصًا ومتفردًا في طبيعة الشريط الساحلي للمدينة، ويستحوذ على اهتمام متزايد من سكان المدينة وزوارها بسبب موقعه الفريد وإطلالته الممتدة على البحر.

يحتوي الكورنيش على منطقة تُعرف باسم حارة المحجازي، وهي منطقة شعبية تتوسط الكورنيش الجنوبي جغرافيًا، وتتميز بكونها نقطة تقاطع بين الامتداد العمراني والساحلي، وتشكل من حيث موقعها مثلثًا واسعًا، تمتد قاعدته بين جسري خندق القطار المؤدي إلى مرفأ المدينة من الجهة الشمالية، بينما تقع “صخرة الانتحار” عند رأس المثلث جنوبًا داخل البحر، وتُعرف الصخرة بهذا الاسم نظرًا لقصص شعبية متداولة حولها، ما جعلها تأخذ طابعًا أسطوريًا في الوعي المحلي، كما تحولت إلى معلم بصري يميّز المنطقة من البحر والبر.

شهد الكورنيش خلال السنوات الأخيرة محاولات تطوير متقطعة، حيث أُنجزت بعض مشاريع التبليط والممرات، إلى جانب تحسين الإنارة وتنسيق الأشجار والنباتات الساحلية، ويُشكل الموقع رئة بحرية مفتوحة للمدينة، ويستقطب مئات المواطنين يوميًا خاصة خلال فترات المساء وموسم الصيف، كما يمثل نقطة جذب للسياح المحليين القادمين من مختلف المحافظات، إذ يُوفر إمكانية المشي على امتداد البحر، والجلوس في نقاط مواجهة مباشرة للأفق، ويتميّز أيضًا بعدم وجود حواجز عمرانية تحجب المشهد، ما يجعله من بين أكثر المساحات الساحلية انفتاحًا في اللاذقية.

تواجه المنطقة في المقابل تحديات مرتبطة بالبنية التحتية، حيث تعاني بعض أجزاء الكورنيش من تآكل الأرصفة وغياب الصيانة المنتظمة، إلى جانب انتشار النفايات بشكل موسمي، كما لا تزال بعض الأبنية القديمة المطلة عليه بحاجة إلى إعادة تأهيل، ما يجعل تحسين الصورة العامة للكورنيش مرهونًا بتدخلات بلدية أكثر انتظامًا وشمولًا، وتبرز دعوات من السكان المحليين لتوسيع المسارات وتوفير أماكن مخصصة للأنشطة الرياضية والثقافية، بحيث يتحول الكورنيش إلى مساحة حضرية كاملة الوظيفة لا تقتصر فقط على المشي أو الجلوس.

يمثل الكورنيش الجنوبي بموقعه الجغرافي وتنوع تضاريسه نقطة توازن بين البحر والمدينة، ويحمل في طياته إمكانيات تطويرية كبيرة، خاصة أنه يتصل بمناطق أخرى من المدينة قابلة للدمج والتكامل، ويمتلك الموقع كل العناصر التي تُؤهله ليكون أحد أبرز المرافق السياحية في الساحل السوري في حال استكمال مشاريع التأهيل والتحسين.

المصدر: تاريخ سورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى