OpenAI تستعد لإطلاق متصفح ذكاء اصطناعي ينافس كروم

بدأت شركة OpenAI خطواتها الفعلية نحو دخول سوق المتصفحات الرقمية، من خلال تطوير وإطلاق متصفح جديد مدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي، في محاولة مباشرة لمنافسة متصفح Google Chrome، الذي يُهيمن منذ سنوات على سوق التصفح العالمي.
ويأتي ذلك بعد إطلاق متصفحات ذكية أخرى في الآونة الأخيرة مثل Comet من شركة Perplexity، وDia من The Browser Company، ما يؤشر إلى سباق محموم لإعادة تشكيل مستقبل التصفح الرقمي.
تهدف OpenAI من خلال المتصفح إلى توفير تجربة استخدام جديدة لا تعتمد فقط على عرض المحتوى، بل على فهم نوايا المستخدم، وتقديم نتائج مباشرة بالاستعانة بأنظمة الذكاء الاصطناعي.
ومن المتوقع أن يكون المتصفح امتدادًا لتجربة ChatGPT، إذ سيُبقي العديد من تفاعلات المستخدم داخل واجهة ChatGPT دون الحاجة للانتقال إلى مواقع أخرى.
وتشير تقارير تقنية إلى احتمالية دمج أداة Operator، وهي وكيل تصفح مدعوم بالذكاء الاصطناعي من تطوير الشركة، كعنصر أساسي في التصميم الجديد للمتصفح.
بدأت فكرة المشروع عام 2024، كجزء من محاولة OpenAI للسيطرة على بوابة الوصول إلى الإنترنت من خلال حلول مبتكرة تتجاوز القيود التي تفرضها شركات البحث التقليدية.
وتسعى الشركة من خلال متصفحها إلى الاستفادة من البيانات والتفاعلات التي تُجمع داخل النظام نفسه، ما يمنحها قدرة أكبر على تطوير الخدمات وتخصيص التجربة دون تدخل جهات وسيطة.
وتُظهر تقارير شركة Similarweb تراجعًا واضحًا في تأثير نتائج بحث Google بعد الانتشار المتزايد لاستخدام ChatGPT، حيث انخفض عدد الزيارات العضوية من 2.3 مليار زيارة منتصف عام 2024 إلى 1.7 مليار فقط مؤخرًا.
وتوضح الإحصاءات أن الإشارات المرتبطة بالأخبار داخل ChatGPT ارتفعت بنسبة تجاوزت 212% بين يناير 2024 ومايو 2025، في مؤشر واضح على التحوّل في سلوك المستخدمين.
ويرى خبراء أن هذا التغيير يعكس بداية النهاية لصيغة التصفح التقليدية، حيث أصبح المستخدم يعتمد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي في الوصول إلى المعلومات دون الحاجة لتصفح الروابط أو التنقل بين الصفحات.
كما كشفت بيانات Similarweb عن ارتفاع كبير في عدد الإحالات من ChatGPT إلى المواقع الإخبارية، من أقل من مليون إحالة عام 2024 إلى أكثر من 25 مليونًا في عام 2025، وهو نمو غير مسبوق بنسبة تزيد عن 2500%.
تسعى OpenAI من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق استقلال تقني كامل عن محركات البحث المسيطرة، وفتح باب جديد لتجربة المستخدم، تعتمد على الوضوح والسرعة وتقديم النتائج بشكل مباشر ومبني على تحليل الذكاء الاصطناعي للمحتوى والسياق.
ومن المتوقع أن تبدأ تجربة المتصفح خلال أشهر قليلة، في خطوة قد تعيد رسم خريطة التصفح العالمي.





