المطابخ العربية تحجز مكانها في خارطة السياحة العالمية

تحوّل المطبخ العربي إلى عنصر رئيسي في الجذب السياحي بعد أن بات يشكل ربع إنفاق السياح في المنطقة العربية، حيث كشفت تقارير حديثة أن 25% من نفقات زوار الدول العربية تُنفق على تجارب الطعام المحلي، وهو ما يعزز مكانة المأكولات التقليدية كمكوّن اقتصادي فعّال يمكن توظيفه في دعم الناتج القومي والسياحة المستدامة.
وسجل المطبخ العربي عوائد تتجاوز 25 مليار دولار سنويًا، وفق تقديرات اقتصادية حديثة، ما يضعه في مقدمة القطاعات الواعدة التي تملك فرصًا أكبر للنمو خلال السنوات المقبلة.
حقق هذا القطاع انتشارًا واسعًا بفضل التنوع الكبير في الوصفات وأساليب الطهي والمواد المستخدمة، إلى جانب التراث الثقافي الذي يرافق كل طبق ويمنحه طابعًا خاصًا يعكس هوية كل بلد.
وأظهر التصنيف العالمي لعام 2025 لأفضل 100 مطبخ حول العالم، وجود 12 مطبخًا عربيًا ضمن القائمة، وهو ما يُعد مؤشرًا على الاعتراف العالمي المتزايد بجودة وتنوع الأطعمة العربية.
واحتلت الجزائر المرتبة 21، بينما جاءت لبنان في المرتبة 26، وتونس في المركز 30، فيما حجز المطبخ المغربي المرتبة 39، تليه مصر في المركز 40، وسوريا في المركز 42، وفلسطين في المرتبة 46.
وشمل التصنيف أيضًا السعودية التي جاءت في المرتبة 51، والأردن في المرتبة 74، بينما حلت العراق في المركز 85، وقطر في المرتبة 88، لتختتم القائمة العربية بمطبخ في المركز 95، ما يعكس تفاوتًا في الانتشار الإقليمي والعالمي للمطابخ العربية رغم التنوع الكبير الذي تقدمه من مأكولات قائمة على عناصر طبيعية وتقنيات تقليدية.
ويشير مختصون إلى أن هذا التنوع لا يمثل فقط فرصة لجذب الزوار بل أيضًا بوابة لتفعيل الاستثمار في سلاسل الإمداد الغذائي، وإنشاء مؤسسات طهي حديثة، وتنظيم مهرجانات دولية للطعام، وتصدير المأكولات العربية إلى الأسواق الخارجية.
وتؤكد البيانات أن المأكولات المحلية باتت من أبرز أسباب اختيار الوجهات السياحية في العالم، وهو ما يدفع الدول العربية إلى تعزيز حضورها من خلال المطبخ كأداة قوة ناعمة تساهم في تنمية الاقتصاد وخلق فرص عمل وتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث والانفتاح السياحي.
كما بدأت دول عدة في توثيق وصفاتها الشعبية وتقديمها ضمن تجارب تفاعلية في الأسواق والمطاعم والفعاليات الكبرى، ما يتيح للسائحين فرصة الغوص في أعماق الثقافة المحلية من بوابة الطعام.
وشهدت بعض المدن العربية مؤخرًا اهتمامًا متزايدًا بدمج المطبخ ضمن استراتيجيات التسويق السياحي، من خلال إطلاق مبادرات تستهدف تدريب الطهاة المحليين، وتحفيز مطاعم الأطعمة الشعبية، والترويج للمأكولات عبر الحملات الرقمية والمنصات العالمية.
المصدر: cnnbusinessar





