10 معالم رومانية خالدة تروي عبقرية التاريخ المعماري

استقطبت العمارة الرومانية القديمة اهتمام عشاق التاريخ والفن في أنحاء العالم، لما تتميز به من براعة هندسية وأسلوب بناء غير مسبوق ظل ملهماً لقرون، وتمكّن من الصمود في وجه الزمن والتغيرات الجغرافية والسياسية.
وتمثل هذه العمارة في مبانٍ شاهقة ومدهشة لا تزال حتى اليوم شاهدة على حضارة ازدهرت وأثرت في العالم القديم، وتركت بصمتها في كل ركن عبر تقنيات معمارية مثل استخدام القوس، والإسمنت، والطوب المحروق، وهي عناصر أحدثت ثورة في مفاهيم البناء.
تميّزت روما بالكولوسيوم، المدرج الإمبراطوري الذي يُعد اليوم أحد أكثر المعالم زيارة في العالم، إذ احتضن ما يزيد عن 50 ألف متفرج في عروض أسطورية امتدت لأيام، وجسد في تصميمه القوة والهيبة الرومانية.
في شمال شرق لبنان، تقف بعلبك شامخة، بمعبد جوبيتر ذي الأعمدة الجرانيتية العملاقة، ومعبد باخوس الذي يعتبر من أفضل المعابد الرومانية حفظاً، ما يمنح الموقع قيمة معمارية وأثرية لا تقدر بثمن.
وعلى الضفة الإيطالية، تظل مدينة بومبي المدفونة تحت رماد بركان فيزوف مشهداً صادماً ومؤثراً، حيث أبقت الطبيعة المدينة على حالها وكأن الزمن توقف فجأة، لتصبح لاحقاً أعظم مثال حي على الحياة الرومانية اليومية قبل ألفي عام.
وفي قلب فيرونا، تنبض الحياة الثقافية من جديد في مدرجها الروماني القديم، الذي تحوّل من ساحة لمعارك المصارعين إلى مسرح عالمي لعروض الأوبرا، محتفظاً بأصالته وجماله رغم زلزال عام 1117.
كما تتجلى عبقرية الرومان في قناة سيغوفيا التي بُنيت بدقة مذهلة دون استخدام الملاط، وما تزال تحتفظ بدورها الحيوي في إيصال المياه إلى المدينة الإسبانية حتى القرن العشرين.
يبرز أيضاً ضريح هادريان، المعروف باسم قلعة سانت أنجيلو، بتاريخه المتحول من ضريح إمبراطوري إلى حصن دفاعي ثم متحف فني وثقافي، ويُعد أحد أبرز معالم روما.
أما مسرح أسبندوس في تركيا، فيشكّل نموذجاً رائعاً لاستمرارية المعمار الروماني في استقبال الجماهير لعروضه حتى يومنا هذا، بسعة تصل إلى 20 ألف متفرج.
ويمتد سور هادريان عبر الأراضي البريطانية كحائط دفاعي ضخم، تحصن خلفه الجنود الرومان وخلّدوه كرمز للفصل بين الإمبراطورية والقبائل الشمالية.
في أقصى الغرب، يقف برج هرقل بإسبانيا كأقدم منارة قائمة في العالم، تؤدي مهامها البحرية منذ القرن الثاني الميلادي، ليحاكي تصميم منارة الإسكندرية الشهيرة ويجسد إرثاً رومانيًا استثنائياً.
أما جسر ألكانتارا، فقد تخطى حدود الوظيفة ليمثل نموذجاً فريداً في ربط الضفتين وبناء الجسور ذات التصميم المُتقن، محتفظاً بأهميته المعمارية رغم ما شهده من أضرار خلال الحروب.





