سلوفينيا تدعو عشاق الطبيعة إلى بحيرة بوهينج

شاركت سلوفينيا واحدة من أجمل كنوزها الطبيعية مع زوارها من مختلف أنحاء العالم من خلال بحيرة بوهينج، التي تقع ضمن حدود منتزه تريغلاف الوطني، وتُعد أكبر بحيرة طبيعية في البلاد، حيث استقطبت بجمالها الخلاب أنظار الباحثين عن الهدوء والمناظر الطبيعية البكر، بعيداً عن الزحام السياحي المعتاد في الوجهات الأوروبية الشهيرة.
تقع بوهينج في شمال غرب سلوفينيا، على بُعد نصف ساعة فقط من بحيرة بليد الشهيرة، إلا أنها تتمتع بسحر خاص يجعل منها خياراً مثالياً لمحبي الطبيعة الخالصة والاستجمام الحقيقي.
توفر بحيرة بوهينج مجموعة واسعة من الأنشطة التي تلبي رغبات مختلف الزوار، بدءًا من التجديف بالكاياك والتزلج على المياه، إلى السباحة والتجول على الشواطئ الهادئة، إضافة إلى ما تتيحه من تجارب المشي لمسافات طويلة في قلب حديقة تريغلاف الوطنية، حيث تحيط بها الجبال الخضراء التي تضفي على المكان شعوراً بالسكينة والعزلة عن العالم الخارجي.
كما تتيح المنطقة لعشاق المغامرة الفرصة لممارسة ركوب الدراجات الجبلية، وتسلق الصخور، والمشاركة في مهرجانات محلية تُقام على مدار العام، مثل مهرجان بوهينج التقليدي.
تمثل بحيرة بوهينج نقطة انطلاق إلى مغامرات طبيعية أخرى لا تقل روعة، مثل الرحلة القصيرة سيراً على الأقدام إلى شلال “سلاب سافيكا”، الذي يبلغ ارتفاعه 78 متراً، ويُعد من أبرز معالم المنطقة بفضل مياهه المتدفقة التي تنقسم إلى مجريين قبل أن تنساب إلى حوض زمردي عند القاعدة، حيث يعيش الزوار لحظات أشبه بالأساطير وسط الطبيعة الصامتة.
ويستغرق الوصول إلى الشلال نحو 25 دقيقة من نزل سافيكا في أوكانك، مروراً بغابة كثيفة تمنح الزائر تجربة مشي سهلة ومريحة.
ولا يكتمل اكتشاف بوهينج دون التوقف عند مضيق موستنيكا الخلاب، الذي يُعد من أروع المسارات لمحبي الطبيعة، حيث يمر الممشى بمحاذاة مياه صافية تنساب عبر الغابات، مع سلسلة من الشلالات الصغيرة التي تتدفق من الصخور المغطاة بالخضرة.
وعلى طول الطريق، يجد الزائرون الجسور الخشبية والمرتفعات الطبيعية التي تجعل من هذا المضيق واحداً من أجمل وجهات المشي في جبال جوليان، وقد يستمر المسار حتى يصل إلى وادي فوجي الرائع حيث تنتصب الجبال الشاهقة وتظهر شلالات موستنيكا التي يبلغ ارتفاعها 21 متراً في نهاية الرحلة.
ومن أبرز التجارب التي تقدمها بوهينج لزوارها صيفاً وشتاءً، ركوب تلفريك فوجل الذي يأخذ السائحين في رحلة قصيرة لكنها مشوقة إلى ارتفاع يزيد عن 1500 متر فوق سطح البحر، حيث تقع نقطة مراقبة تمنح إطلالات بانورامية خلابة على البحيرة والجبال المحيطة، هذه التجربة لا تُنسى، خاصةً خلال فصل الشتاء، إذ يتحول المكان إلى وجهة رائجة لمحبي التزلج والرياضات الشتوية، مع تنامي شهرة بوهينج كواحدة من أبرز مواقع التزلج في سلوفينيا خلال السنوات الأخيرة.
وبينما يتغير الطقس في هذه الوجهة بسرعة ملحوظة، يُنصح الزوار دائماً باصطحاب ملابس ثقيلة وأحذية مريحة، استعداداً لأي مغامرة قد تدفعهم لاكتشاف المزيد من أسرار هذه الجوهرة الأوروبية، أما الكاميرات، فهي الرفيق الأوفى في هذا المكان الذي لا يخلو من المناظر الخلابة واللحظات التي تستحق التوثيق.





