رائف الجوري: من يتجاهل الذكاء الاصطناعي سيفقد التواصل مع العالم

أكد الدكتور رائف الجوري الخبير في الأمن السيبراني أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءا أساسيا من حياة الناس، وأن التعامل معه أصبح ضرورة وليس خيارا.
وأوضح خلال كلمته في مؤتمر الاتحاد العربي للإعلام السياحي الذي ناقش الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الإعلام السياحي أن من يظن أن الذكاء الاصطناعي لا يخصه أو لا يمسه يشبه من كان يعتقد في الماضي أن الكمبيوتر مجرد آلة كاتبة تعمل بالكهرباء.
وشدد الجوري على أن الإنسان الذي لا يعرف كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي حتى على مستوى بسيط سيجد نفسه قريبا عاجزا عن التواصل مع محيطه، سواء مع أبنائه أو أحفاده أو زملائه في العمل، لأن الذكاء الاصطناعي أصبح موضوع الساعة ويتطور بسرعة تفوق سرعة تعلم أبنائنا في المدارس والجامعات.
كما دعا رائف الجوري الجميع للاستفادة من هذه الثورة التكنولوجية التي أصبحت متوفرة بأدوات مجانية ومدفوعة ومتاحة على الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسب المحمولة، وأكد أن التواصل مع هذه الأدوات أصبح ممكنا باللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية ومن خلال الصوت والكتابة، ولا يوجد ما يمنع من الاستفادة منها في مختلف مجالات الحياة.
وشرح الجوري أن الذكاء الاصطناعي أصبح يدخل في كل تفاصيل الحياة وله تأثير في كل القطاعات، ويمكن الاستفادة منه ببساطة من خلال بدء حوارات بسيطة تتدرج نحو أسئلة أعمق لتطوير استخدام هذه الأدوات.
كما أوضح أن تجربة استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن تبدأ بأسئلة يومية بسيطة مثل كيفية إعداد فنجان قهوة، ثم التدرج نحو أسئلة معقدة مثل كيفية ترتيب برنامج عطلة أسبوعية أو التخطيط لرحلة سياحية مدتها أسبوعان مع العائلة وفقا لرغبات محددة سواء في المناطق الجبلية أو الساحلية.
وأكد أن التدرج في طرح الأسئلة يساعد على اكتشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي بشكل عملي وسريع، وأعطى مثالا واقعيا يمكن تطبيقه مثل طلب المساعدة في ترتيب خيارات السفر بناء على سرعة الوصول أو بناء على التكلفة الأقل، بحيث يبني المستخدم أسئلته بشكل متتابع وفقا لإجابات الذكاء الاصطناعي، مما يسمح بتطوير النقاش والوصول إلى أفكار جديدة وربما حلول لم تكن في الحسبان.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمنح المستخدمين فرصة لتوليد أفكار مبتكرة قد تغير طريقة تفكيرهم وتفتح مجالات جديدة في حياتهم اليومية، وشرح أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي تعتمد على نماذج لغوية ضخمة تحتوي على كم هائل من المعلومات المستخلصة من الإنترنت والبحوث والدراسات والأخبار، وأن الفرق بين الشركات التي تقدم هذه الأدوات يكمن في طريقة عرض المعلومة وصياغة الجواب وليس في حجم البيانات نفسها.
كما ذكر أن هناك أدوات متعددة متاحة للجميع مثل Gemini من جوجل وChatGPT من شركة OpenAI وتطبيقات أخرى من شركة مايكروسوفت ومن شركات صينية عديدة، وأكد أن الأدوات متوفرة بكثرة ولم يبق إلا أن يبدأ كل شخص في تجربتها بنفسه والاستفادة من خدماتها التي يمكن الوصول إليها بسهولة.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.





