خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: المحتوى العربي الرقمي يغيّر خريطة السياحة

أوضح خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن السائح العربي بات يعتمد بشكل متزايد على المحتوى الرقمي المنشور عبر منصات مثل يوتيوب وتيك توك وإنستجرام في تحديد خياراته السياحية، مشيرًا إلى أن هذه المنصات أصبحت أداة رئيسية لاكتشاف الوجهات ومقارنة التجارب واتخاذ القرارات، خصوصًا في ظل التطور الكبير الذي شهده المحتوى العربي المتخصص في مجال السفر خلال السنوات الأخيرة.
ورأى خليل أن السائح العربي، لاسيما من جيل الشباب، لم يعد يكتفي بالإعلانات التقليدية أو الكتيبات السياحية الرسمية، بل أصبح يبحث عن تجارب واقعية وحيّة يعرضها مؤثرون ومدوّنون يشاركون تفاصيل رحلاتهم بكل صدق وتلقائية، وأكد أن منصات مثل تيك توك ويوتيوب أصبحت تلعب دور المرشد السياحي الرقمي، حيث تتيح للمستخدم استكشاف المدن والمواقع السياحية ومراجعة الفنادق والمطاعم وأسلوب الحياة في أي بلد من خلال مقاطع قصيرة أو فيديوهات تفصيلية تساعد في اتخاذ قرار السفر.
وأشار إلى أن هذا التحوّل في سلوك السائح العربي يحمل أبعادًا مهمة يجب أن يلتفت إليها صانعو القرار في وزارات وهيئات السياحة العربية، حيث بات من الضروري الاستثمار في تطوير محتوى رقمي عربي جذاب وموثوق يعكس جمال وتنوّع الوجهات السياحية في العالم العربي، ويعزّز من حضورها على خريطة السياحة الدولية، وشدد على أن المحتوى الحالي يعاني أحيانًا من العشوائية وغياب التنسيق، وهو ما يضعف تأثيره في توجيه الخيارات السياحية.
وبيّن أن الكثير من الدول العربية تمتلك مقومات سياحية فريدة لكنها لا تحظى بالظهور الكافي على الإنترنت مقارنة بدول أخرى أقل تنوعًا من حيث المعالم أو الموروث، لافتًا إلى أن الصورة الرقمية أصبحت مرآة حقيقية لأي وجهة، وأن التنافس بات رقميًا بامتياز، ومن لا يملك محتوى قويًا ومدروسًا لن يستطيع جذب السائح العصري.
وأكد خليل على ضرورة إطلاق مبادرات وطنية لدعم صناع المحتوى السياحي العرب، وتوفير تدريبات مهنية في إنتاج الفيديوهات الترويجية، والتعاون مع المؤثرين المحليين والعالميين لإبراز الوجه الثقافي والتراثي لكل دولة، مع الالتزام بالمصداقية والتنوع البصري.
واعتبر أن الإعلام السياحي العربي يواجه تحديات كبيرة، لكنه في الوقت نفسه يقف على عتبة تحول نوعي قادر على إيصال رسالة العالم العربي بصوته وصورته إلى ملايين المتابعين، وبطريقة تتجاوز البروباغندا الدعائية التقليدية.
وختم بالقول إن ما يشاهده السائح العربي اليوم على الإنترنت، لا يحدد فقط وجهة سفره المقبلة، بل يُعيد تشكيل علاقته بالثقافات والناس والهوية.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.





