أخبار الاتحاد

لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي: السياحة الدينية مزيج مقدس بين الروح والاقتصاد

أكدت الدكتورة لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن السياحة الدينية تمثل أحد أعمدة القطاع السياحي في العالم العربي، إذ تجمع بين العمق الروحي للمكان وقدسيته من جهة، وبين البعد الاقتصادي والاجتماعي الذي تحركه حركة الزوار المتدفقة طوال العام من جهة أخرى، مشددة على ضرورة الموازنة الذكية بين الحفاظ على الطقوس والمقومات الدينية، وبين تعزيز الاستفادة من هذا النوع من السياحة باعتباره موردًا تنمويًا مهمًا.

وأوضحت أن موسم الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية يُعد من أبرز النماذج التي تعكس قدرة الدول على تنظيم ملايين الزوار سنويًا، ضمن منظومة دقيقة تحترم قدسية الشعائر الدينية وتُعزز في الوقت ذاته من البنية التحتية والخدمات المرتبطة بالنقل والإقامة والتغذية، مما ينعكس على الاقتصاد المحلي بشكل مباشر، وأضافت أن هذه المواسم تحفّز قطاعات متنوعة مثل الطيران، والضيافة، والتجزئة، والتقنيات الرقمية، فضلًا عن مساهمتها في توفير فرص عمل موسمية ومستدامة.

وبيّنت الدكتورة لمياء أن السياحة الدينية لا تقتصر فقط على المسلمين، بل تشمل كذلك رحلات الحجاج المسيحيين إلى الأديرة والكنائس القديمة المنتشرة في دول عربية كلبنان، ومصر، والأردن، وفلسطين، والتي تشهد على عمق وتنوع التراث الروحي للمنطقة، ولفتت إلى أن هناك نموًا متزايدًا في عدد الزوار الذين يقصدون تلك المواقع بغرض السياحة الروحية أو التأمل، الأمر الذي يتطلب من الدول تعزيز الحماية القانونية لهذه المواقع، وتطوير خدمات الزائر دون أن يمس ذلك بهيبتها أو طابعها الروحي.

وأكدت أن التحدي الرئيسي الذي يواجه هذا النوع من السياحة يكمن في كيفية المواءمة بين الاستثمار السياحي الضروري لتأمين استدامة المواقع، وبين صون طابعها المقدس وضمان ألا تتحول إلى مجرد “مزار سياحي تجاري”، وشددت على ضرورة أن تضع الدول العربية المعنية خارطة طريق واضحة تشمل تطوير البنى التحتية، وتحسين جودة الخدمات، وإشراك المجتمعات المحلية في عمليات التخطيط والتشغيل، مع الحفاظ على القيم الدينية والرمزية لتلك المواقع.

كما دعت إلى دعم الإعلام السياحي المتخصص لتسليط الضوء على الأبعاد الإنسانية والثقافية لهذا النوع من السياحة، من خلال قصص توثق تجارب الحجاج والزائرين، وتُبرز كيف يمكن للسياحة الدينية أن تكون جسراً بين الشعوب، يعزز التسامح ويكرّس الحوار بين الأديان والحضارات، واعتبرت أن الاستثمار في هذا المجال لا يجب أن يُقاس فقط بمؤشرات الإيرادات، بل بمدى ما يُحققه من تعزيز للهوية الثقافية والانتماء الروحي لدى شعوب المنطقة وزوارها.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى