أخبار الاتحاد

لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي: التراث لا يُثمر إن ظلّ حبيس القوانين

قالت الدكتورة لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، إن التراث العربي لن يتحوّل إلى مصدر تنموي واقتصادي فعلي إلا إذا تم تحريره من القيود البيروقراطية والتشريعات المعطّلة التي تحاصر المواقع الأثرية في عدد من الدول العربية، وتحول دون استثمارها سياحيًا.

وأكدت في تصريح خاص أن حماية التراث لا تعني تجميده، وأن الحفاظ عليه يجب أن يترافق مع رؤية حديثة تسمح بإعادة تأهيله وتقديمه للعالم في إطار عصري، يضمن له الحياة والاستمرارية، لا العزلة والانطفاء.

وأوضحت الدكتورة لمياء أن كثيرًا من المواقع الأثرية في بلدان عربية عديدة تملك من القيمة التاريخية والرمزية ما يؤهلها لتكون محجًا للسياحة العالمية، لكنها ما زالت بعيدة عن خارطة الجذب السياحي الفعلي بسبب سيطرة البيروقراطية واللوائح الصارمة التي تمنع تطوير تلك المواقع، وكأنها مناطق محرّمة على الاستثمار والتطوير.

وأشارت إلى أن هناك فجوة عميقة بين وزارات الثقافة، المعنية بالحماية، ووزارات السياحة، المعنية بالترويج والتشغيل، مما يجعل المواقع التراثية تدور في حلقة مفرغة، بين من يخاف عليها ومن لا يعرف كيف يُحييها.

وأضافت أن إحياء التراث لا يعني المساس به أو تحويله إلى نسخة مشوّهة لأغراض تجارية، بل يعني خلق بيئة ذكية تدمج بين الأصالة والحداثة، وتحترم المعايير الدولية لصون التراث، وفي الوقت نفسه تفتح الباب للاستثمار الواعي، سواء عبر الفعاليات الثقافية أو إعادة توظيف المباني الأثرية كمراكز فنية أو متاحف أو حتى مواقع للأنشطة السياحية المدروسة.

كما نوّهت إلى أن غياب الأطر التشريعية المحدثة في عدد من الدول العربية يجعل التراث عبئًا ماليًا وإداريًا، بدلًا من أن يكون موردًا اقتصاديًا، فمتى ظلّ الموقع الأثري غير مستغل، ومتى بقيّت القوانين تعامله كملف إداري جامد، سيتحوّل تلقائيًا إلى عبء ثقيل على الدولة والمجتمع.

وأكّدت أن المرحلة الحالية تتطلب إعادة تفكير شاملة في مفهوم العلاقة مع التراث، بحيث لا يُترك للمؤتمرات والتقارير، بل يُعاد دمجه في رؤية التنمية الوطنية، من خلال قوانين جديدة تسمح للشراكات العامة والخاصة بالدخول الآمن في هذا المجال.

وختمت الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي تصريحها بالتأكيد على أن التراث لا يمكن أن يعيش إذا بقي في الظل، وأن الحفاظ عليه لا يعني حمايته من الناس، بل حمايته بهم، من خلال إعادة تقديمه كمساحة مفتوحة للتجربة والتفاعل، وليس مجرد جدار صامت خلف حبل أمني.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى