وجهات سياحية

قلعة هدية محطة عبور قوافل الحجاج التاريخية

تقع قلعة هدية في موقع استراتيجي بين وادي الطبق ووادي خيبر شمال المدينة المنورة، وتمثل محطة تاريخية مهمة لعبور قوافل الحجاج والتجار من بلاد الشام إلى مكة المكرمة.

بُنيت القلعة في العصر الإسلامي المتأخر، وكانت تُستخدم لتأمين الطريق وتوفير الإمدادات الضرورية لقوافل الحجيج، مما جعلها نقطة عبور رئيسية في مسار الحج القديم.

اختير موقع القلعة بعناية لتواجد بركة طبيعية تجمع مياه الأمطار، مما جعلها مصدراً أساسياً لسقيا الحجاج أثناء رحلتهم، تحتوي القلعة على أربعة أبراج دفاعية، لا تزال ثلاثة منها قائمة حتى اليوم، في حين تعرض البرج الرابع لأضرار بفعل الزمن وعوامل الطبيعة، تصميم القلعة الدفاعي يعكس الحاجة إلى حماية الحجاج والتجار من أي مخاطر خلال مرورهم في هذه المنطقة الصحراوية.

ذكرت العديد من مدونات الرحالة التاريخيين قلعة هدية، ومن أشهرها وصف الرحالة ابن بطوطة في عام 726هـ، حيث أشار إلى قرب القلعة من المدينة المنورة ودورها كمحطة رئيسية على طريق الحج، وصفها بأنها نقطة تجمع للمياه في وادٍ، حيث يستريح الحجاج وينتظرون حتى وصول الماء من البركة ليواصلوا رحلتهم إلى مكة المكرمة.

أكد الدكتور فؤاد المغامسي، الباحث في التاريخ الإسلامي، أهمية قلعة هدية الاستراتيجية، خاصة في القرن العشرين مع تدشين الخط الحديدي وإنشاء محطة رسمية ضمن المسار الحيوي الذي يربط المدينة بالعلا.

وأوضح أن القلعة لم تكن مجرد موقع تاريخي بل كانت نقطة تجمع وتبادل بين الحجاج والتجار، مما عزز من مكانتها على الطريق القديم للحج والتجارة.

يربط هذا الموقع بين التاريخ والحاضر، إذ تحافظ القلعة على إرث عميق من التراث الإسلامي القديم، وتبرز كدليل على التنظيم والتخطيط الذي كان سائداً في العصور الإسلامية لتسهيل رحلات الحج والتجارة.

يمثل الحفاظ على قلعة هدية أهمية كبيرة لترسيخ الهوية التاريخية والثقافية للمنطقة، إذ تشكل جزءاً من المشهد التاريخي الذي يربط الماضي بالمستقبل، تعمل الجهات المختصة حالياً على المحافظة على هذه القلعة وترميم أبراجها، بهدف إبراز قيمتها التاريخية وجذب السياح والباحثين في التراث الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى