مال و أعمال

فندق سان جورج يعود لاستقبال زواره بعد توقف طويل

افتتح فندق سان جورج في بيروت أبوابه من جديد بعد توقف دام تسعة وعشرين عامًا، حيث استعاد هذا المعلم التاريخي مكانته على الواجهة البحرية للعاصمة اللبنانية.

بدأت مراسم الافتتاح في الخامس والعشرين من أيار 2025، ليعود الفندق العريق لاستقبال زواره في مبناه الأساسي ونقطة الجذب الجديدة المتمثلة في مبنى “The View” المقابل له في منطقة عين المريسة.

افتتح الفندق لأول مرة في عام 1934 بتوقيع المعماري الفرنسي أوغست بيريه بالشراكة مع اللبناني أنطون ثابت، وسرعان ما أصبح رمزًا للفخامة والاستقبال الراقي في بيروت.

واستضاف خلال العقود الذهبية للمدينة شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم مثل الممثلتين إليزابيث تايلور وبريجيت باردو، وشاه إيران، مما عزز سمعته كوجهة مميزة للنخبة العالمية.

توقف الفندق عن العمل مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، حيث تعرض لأضرار جسيمة خلال ما عُرف بـ”حرب الفنادق”.

ومنذ ذلك الحين، بقي المبنى صامتًا على الواجهة البحرية، يشهد على التغيرات السياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد، أولًا بفعل الحرب، ثم تحت السيطرة العسكرية السورية.

تعقدت جهود إعادة تشغيل الفندق لسنوات طويلة بسبب نزاعات قانونية متعددة، أبرزها الصراع مع شركة “سوليدير” المسؤولة عن إعادة إعمار وسط بيروت، حيث واجه سان جورج مشاريع تحيط به مثل “زيتونة باي”، ما أدى إلى خلافات حول حقوق استخدام الأرض والوصول إلى الشاطئ، هذه الخلافات أخرت عمليات الترميم لعقود.

تلقى الفندق ضربة جديدة في عام 2005 عندما وقع انفجار استهدف رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري على مقربة من مبنى الفندق، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة وأعاد مشروع الترميم إلى نقطة الصفر.

منذ ذلك الحين، ظل الفندق مغلقًا، بينما استمر ناديه البحري ومسبحه الشهير في استقبال الزوار خلال فصل الصيف، ليحافظا على جزء من حضور سان جورج في ذاكرة المدينة.

بدأت مرحلة الترميم الجديدة في عام 2020، بعد تجاوز التعقيدات القانونية التي كانت تعيق المشروع، وتم العمل على إعادة تأهيل المبنى التاريخي، وتجهيزه بمرافق جديدة تعيد إليه بعضًا من وهجه السابق، دون المساس بروحه المعمارية الأصلية.

اليوم، يشكل افتتاح سان جورج مجددًا خطوة رمزية لبيروت، التي تسعى إلى استعادة توازنها بعد عقود من الأزمات، ورغم التغيرات الكبرى التي شهدتها المدينة، فإن عودة هذا الفندق إلى الحياة تمثل رسالة صمود، وارتباطًا بالذاكرة الحضرية التي شكلت وجه العاصمة لعقود طويلة.

المصدر: موقع بيروت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى