أول خطوط جوية بالشرق الأوسط.. كيف بدأت مصر للطيران؟

لاحظ المسافرون آنذاك اسم “Misr Airlines” مطبوعًا على جانب الطائرات المصرية، وهو الاسم الإنجليزي للشركة حين التُقطت إحدى الصور النادرة حوالي عام 1939، لم يكن ذلك الاسم مجرد علامة تجارية بل كان شاهدًا على بداية مسيرة وطنية في مجال الطيران، قادها طموح رجل واحد حلم بأن تملك مصر شركتها الجوية الخاصة، لتصبح أول دولة في الشرق الأوسط تؤسس شركة طيران، وسابع دولة على مستوى العالم تدخل هذا المجال.
بدأت القصة حين بادر رجل يُدعى كمال علوي إلى طرح فكرة إنشاء شركة طيران وطنية، ومع دعم وتشجيع من المسؤولين في ذلك الوقت، تم تأسيس الشركة رسميًا في 7 مايو من عام 1932 تحت اسم “Misr Airwork”، لكن الشركة لم تبدأ في تسيير رحلاتها إلا بعد عام كامل، وتحديدًا في عام 1933، حين انطلقت أولى رحلاتها الداخلية بطائرتين فقط، لم تكن هناك خدمات جوية على متن الطائرة آنذاك، بل كانت الرحلة تشبه ركوب حافلة بسيطة بلا أي رفاهيات.
انطلقت أولى الرحلات بين القاهرة والإسكندرية، وكان المسافرون يتوجهون إلى مكتب مصر للسياحة الكائن أمام فندق شبرد القديم بشارع إبراهيم باشا، والذي يُعرف اليوم بشارع الجمهورية، ومن هناك تنقلهم سيارة تابعة للمكتب إلى مطار ألماظة، حيث تبدأ رحلتهم.
في عام 1934، قررت الشركة التوسع خارج الحدود، لتبدأ أولى رحلاتها الدولية إلى فلسطين، وفي عام 1936 وصلت إلى مطار المدينة المنورة، لتصبح أول شركة طيران في العالم تصل إلى هذا المطار السعودي، في إنجاز تاريخي يعكس الريادة المصرية في هذا القطاع الحيوي.
استمرت الشركة في تقديم خدماتها دون رفاهية تُذكر حتى عام 1948، حين بدأ إدخال نظام الخدمة الجوية على متن الطائرات، متيحًا للمسافرين تجربة أكثر راحة وتنظيمًا.
أما عن اسم الشركة، فقد مر بعدة مراحل، ففي عام 1949 أصبح اسمها “مصر للطيران” بالعربية، لكن الاسم الإنجليزي ظل “Misr Airlines” لعدة سنوات أخرى.
وفي عام 1961، وتزامنًا مع الوحدة المصرية السورية، تم تغيير اسم الشركة إلى “الخطوط الجوية العربية”، وهو الاسم الذي استُخدم حتى عام 1971. ومنذ ذلك العام، استقرت التسمية الحالية “EgyptAir” التي يعرفها العالم اليوم.
بهذا التاريخ العريق، لم تكن مصر للطيران مجرد شركة نقل جوي، بل تجسيدًا لطموح وطني في أن تكون مصر في طليعة الدول الحديثة، التي تمتلك وتدير مواردها السيادية بكفاءة ورؤية مستقبلية سبقت زمنها.
المصدر: سوشيال ميديا





