وجهات سياحية

المالديف تستقطب أنظار العالم بسحرها البحري

تمتد جزر المالديف في قلب المحيط الهندي وتفرض حضورها الجغرافي والثقافي رغم صغر مساحتها، تقع إلى الجنوب الغربي من شبه القارة الهندية وتضم أكثر من 1,100 جزيرة مرجانية موزعة على 26 مجموعة حلقية، يسكنها نحو نصف مليون نسمة، ما يجعلها واحدة من أصغر دول آسيا من حيث التعداد السكاني والمساحة، إلا أنها تحظى بحضور عالمي في قطاع السياحة الفاخرة.

تميزت جزر المالديف بموقع استراتيجي على طرق التجارة البحرية القديمة، وهو ما جعلها تتأثر بثقافات متعددة مثل الثقافة العربية والهندية والبوذية، دخلها الإسلام عام 1153 ميلاديًا، وتحولت تدريجيًا إلى دولة مسلمة بالكامل، حيث يدين جميع السكان اليوم بالدين الإسلامي، وهو الدين الرسمي للدولة، هذه الخلفية الثقافية والدينية صنعت نسيجًا اجتماعيًا متماسكًا يحتفظ بعاداته المحلية وفي الوقت نفسه منفتح على الزوار.

تسود المالديف أجواء استوائية على مدار العام، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 25 و31 درجة مئوية، وتنقسم السنة إلى موسمين رئيسيين، موسم الجفاف الذي يمتد من ديسمبر إلى أبريل، وموسم الرياح الموسمية من مايو إلى نوفمبر، هذا التفاوت المناخي يُعد من العوامل التي تحدد أوقات الذروة السياحية وتؤثر في النشاط الاقتصادي المرتبط بالضيافة والخدمات.

تُعرف اللغة الرسمية في البلاد باسم الديفيهي، وهي لغة محلية تأثرت بالعربية والإنجليزية والهندي، أما العملة الرسمية فهي الروفيه المالديفية.

ورغم بساطة المنظومة الاقتصادية، فإن الدولة اعتمدت على استثمار مواردها البحرية والبنية التحتية السياحية لتحويل نفسها إلى وجهة عالمية يقصدها الباحثون عن الفخامة والهدوء.

يشكل قطاع السياحة أكثر من 30% من الناتج المحلي، ويعمل به غالبية السكان بشكل مباشر أو غير مباشر، وتُعد المنتجعات الخاصة في الجزر المنعزلة هي الوجهة الرئيسية للزوار، حيث تقدم خدمات ترفيهية مثل الغوص وسط الشعاب المرجانية، والرحلات البحرية، والاستجمام في مواقع تطل على مياه فيروزية نقية، كما يمثل صيد الأسماك نشاطًا اقتصاديًا رئيسيًا، مما يعزز من أمنها الغذائي ويرفد أسواقها المحلية.

ورغم التحديات البيئية الناتجة عن تغير المناخ وارتفاع منسوب المياه، فإن الحكومة تعمل على دعم السياحة المستدامة وتنمية الاقتصاد الأزرق، للحفاظ على البيئة البحرية التي تُعد من ركائز الهوية الوطنية، ومع ذلك، تبقى المالديف مهددة إذا لم يتم اتخاذ خطوات دولية فعالة لمواجهة التغيرات المناخية.

المصدر: Idafa+

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى