ارتفاع الطلب على السفن السياحية العملاقة حول العالم

تواصل كبرى شركات الرحلات البحرية العالمية دفع القطاع نحو سفن أكبر وأكثر تنوعًا، مستفيدة من الطلب المتزايد على تجارب السفر البحرية، حيث تشير التوقعات إلى أن أكثر من 37 مليون مسافر سيختارون الرحلات البحرية خلال عام 2025، وفقًا للرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية.
هذا الارتفاع المستمر في الأرقام دفع الشركات إلى طلب 77 سفينة جديدة سيتم تسليمها حتى عام 2036، ما يعكس ثقة متزايدة في هذا القطاع.
شهدت السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في تصميم السفن البحرية من حيث الحجم والتقنيات والخدمات المقدمة، وتبرز سفن مثل “Icon of the Seas” و”Utopia of the Seas” كمثال واضح على الطراز الجديد للسفن العملاقة، حيث تستوعب أكثر من 5600 راكب وتوفر تجربة متكاملة تشبه العيش في مدينة كاملة.
وأوضحت كولين ماكدانيال، رئيسة تحرير موقع Cruise Critic، أن تصنيف السفن العملاقة يشمل أي سفينة تتجاوز سعتها 3000 راكب، فيما ترتكز جاذبية هذه السفن على قدرتها على تنظيم حركة الزوار بسلاسة وتقسيم المساحات إلى أحياء أو مناطق، ما يضمن خصوصية الراحة ومتعة التنقل.
تُبنى هذه السفن على مدار أكثر من عامين، ويبدأ التخطيط لتصميمها قبل خمس سنوات من دخولها الخدمة، ويقول مايكل بايلي، الرئيس التنفيذي لشركة Royal Caribbean، إن السفينة “Star of the Seas” التي ستنطلق نهاية أغسطس دخلت بالفعل مراحلها النهائية من البناء، موضحًا أن كل شيء يسير بحسب الجدول الزمني من حيث تجهيز المحركات والأنظمة التقنية وخطط الإبحار التجريبية.
التجارب على متن هذه السفن تشمل أنشطة كثيرة، حتى في حال إلغاء جدول رحلة معين، كما توضح جينيتا شيبارد من فلوريدا، التي خاضت 20 رحلة بحرية وتفضل السفن الأكبر بسبب تنوع ما يمكن القيام به من استكشاف ومعارض وفنون وترفيه.
ويضيف جيري روبر من Deloitte Digital أن السفن العملاقة تمثل فرصة لتعزيز مستويات الإشغال وجذب عملاء جدد في سوق يشهد منافسة متسارعة.
لكن رغم كل هذا التوسع، تتصاعد المخاوف البيئية، إذ يقول برايان كومر من المجلس الدولي للنقل النظيف إن السفن البحرية العملاقة تستهلك كميات كبيرة من الوقود وتنتج انبعاثات مرتفعة، مشبهًا إياها بالمدن العائمة.
وتعمل بعض هذه السفن بالغاز الطبيعي المسال، وهو خيار بديل لكنه لا يحقق دائمًا أهداف الانبعاث الصفري بسبب تسربات الميثان، ويطالب خبراء باستخدام وقود مثل الميثانول الحيوي كخيار أقل ضررًا على المناخ.
تُضاف إلى هذه التحديات التأثيرات المباشرة على المدن الساحلية والبنى التحتية، التي قد لا تحتمل تدفق آلاف الزوار في وقت واحد، وعلى الرغم من مزايا هذه السفن، يبقى مستقبلها مرتبطًا بقدرتها على التوفيق بين النمو المستمر ومتطلبات الاستدامة البيئية والاجتماعية.
المصدر: CNN





