سياحة و سفر

السياحة الرقمية تعيد إحياء التراث السعودي عالميًا

وظفت جامعة الملك عبدالعزيز تقنيات الجيوماتكس الحديثة في تطوير مشروع طموح يهدف إلى نقل تجربة السياحة في المملكة إلى مستوى جديد من الابتكار، من خلال إطلاق جولات تفاعلية افتراضية للأماكن السياحية والتراثية.

ويمثل هذا المشروع خطوة استراتيجية في مسار التحول الرقمي لقطاع السياحة، ويتكامل مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى جعل المملكة وجهة عالمية للسياحة المستدامة والمبتكرة.

يسهم المشروع في تعزيز حضور المواقع الثقافية والتراثية السعودية على الساحة العالمية عبر الفضاء الرقمي، حيث يتيح للزوار والمستخدمين استكشاف أبرز المعالم التاريخية والعمارة التقليدية دون الحاجة إلى زيارتها فعليًا.

وتُعد هذه المبادرة نقلة نوعية في تقديم المحتوى السياحي، حيث تعتمد على الواقع الافتراضي والواقع المعزز لخلق تجارب غامرة ومتكاملة تعكس الهوية المعمارية والثقافية الفريدة للمملكة.

انطلقت المبادرة ضمن إطار جهود الجامعة لتسخير البحث العلمي والتقنيات الحديثة في خدمة التنمية الوطنية، حيث أكد الدكتور ريان بن محمد سحاحيري، المشرف على المشروع وعضو هيئة التدريس في قسم الجيوماتكس بكلية العمارة والتخطيط، أن السياحة الافتراضية تسهم في تطوير أدوات التحليل المكاني للمواقع التاريخية، كما تتيح واجهات رقمية تفاعلية تمكّن الزائر من استكشاف تفاصيل دقيقة في المباني والأسواق والمعالم الواقعة في محور العلوي ضمن منطقة جدة التاريخية.

ويمثل المشروع نموذجًا حيًا للتكامل بين التكنولوجيا والتراث، حيث تُمكن التقنية المستخدمين من التنقل افتراضيًا في الأزقة القديمة والتجول بين البيوت التاريخية والتعرف على الزخارف والأنماط المعمارية الإسلامية التي تميز هذه المنطقة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو، ويعزز ذلك من وعي المجتمع المحلي والدولي بأهمية الحفاظ على هذه المواقع، ويحفز في الوقت ذاته فرص الاستثمار السياحي الرقمي والمستدام.

ويأتي هذا المشروع ضمن السياق الأوسع للاستراتيجية الرقمية التي أطلقتها وزارة السياحة في فبراير 2022، والتي تشمل تسعة برامج وواحدًا وثلاثين مبادرة تهدف جميعها إلى توظيف التكنولوجيا في تحسين تجربة الزائر، وخلق محتوى سياحي غني يلبي تطلعات الجيل الجديد من المسافرين الرقميين.

في ظل تسارع وتيرة التحول الرقمي، يفتح مشروع السياحة الافتراضية آفاقًا واسعة لتوسيع قاعدة الجمهور السياحي من داخل المملكة وخارجها، ويوفر نافذة فريدة على الكنوز الثقافية والمعمارية التي تختزنها السعودية، في وقت تتجه فيه صناعة السياحة العالمية نحو تجارب تفاعلية ومرنة تتجاوز القيود الجغرافية والزمانية، وتجعل من الثقافة والتراث مادة حية تُروى بلغات التقنية وتصل إلى العالم بضغطة زر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى