أخبار الاتحاد

علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: ترميم المواقع الأثرية يعزز حضور السياحة الثقافية

أكد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن إحياء التراث الثقافي في المدن العربية يمثل ركيزة أساسية لتنشيط السياحة وتعزيز الهوية الوطنية، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في الحفاظ على هذه المواقع، بل في تحويلها إلى نقاط جذب سياحي ذات طابع إنساني وتاريخي واقتصادي في آن واحد.

وأوضح أن الكثير من المدن العربية تملك رصيداً كبيراً من المواقع التاريخية التي يعود بعضها إلى آلاف السنين، لكن الاستفادة منها ظلت محدودة بسبب ضعف الاستثمار في الترميم والتسويق السياحي القائم على القيم الثقافية.

وشدد على أن استثمار هذه الكنوز التاريخية يتطلب خططاً شاملة تتضمن الترميم العلمي للمباني الأثرية، وتطوير البنية التحتية، وإعداد كوادر متخصصة قادرة على تقديم تجربة سياحية تحترم أصالة المكان وتُبرز مكوناته بشكل عصري ومؤثر.

وأشار إلى أن تجارب عدة دول عربية أثبتت أن العائد من إعادة إحياء المواقع الأثرية لا يقتصر على القطاع السياحي فقط، بل يمتد ليشمل قطاعات الثقافة والتعليم والاقتصاد المحلي، لافتاً إلى أن مدناً مثل فاس في المغرب، وجرش في الأردن، والنجف في العراق، حققت حضوراً متزايداً على خارطة السياحة الثقافية بفضل جهودها في ترميم معالمها التاريخية وتقديمها بشكل يليق بتاريخها الطويل.

وشدد الدكتور صباح على أن ترميم المباني القديمة ليس عملاً معمارياً فحسب، بل هو مشروع وطني يحافظ على ذاكرة الأمة ويمنح الأجيال الجديدة فرصة للتواصل مع ماضيها، مؤكداً أن غياب هذا البُعد الهوياتي عن مشاريع الترميم يفقدها كثيراً من قيمتها الحقيقية.

وقال إن العديد من الممارسات السابقة تعاملت مع المواقع الأثرية على أنها مجرد واجهات سياحية، ما أدى إلى تشويه الهوية البصرية والثقافية لبعض الأماكن التاريخية.

ودعا إلى ضرورة دمج الإعلام السياحي العربي في استراتيجية إحياء التراث من خلال إنتاج محتوى يربط بين التاريخ والواقع المعاصر، ويُشجع السائح العربي والأجنبي على زيارة هذه المدن لاكتشاف قصصها ومعانيها العميقة.

كما أكد أن الدول التي تنجح في تقديم تجربة ثقافية متكاملة داخل مواقعها التاريخية، ستكون أكثر قدرة على المنافسة في سوق السياحة العالمية، خاصة في ظل تزايد الإقبال على السياحة القائمة على التعلم والتجربة وليس مجرد الترفيه.

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن الاستثمار في التراث ليس ترفاً ولا رفاهية، بل هو ضرورة لحماية الذات الثقافية العربية من التآكل، ووسيلة عملية لبناء اقتصاد سياحي مستدام يربط المواطن بماضيه ويجذب الزائر لتجربة حضارية متفردة.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى