أزهار الورد العماني تزين الجبل الأخضر وتنعش السياحة

شهدت قرى الجبل الأخضر في سلطنة عُمان ذروة موسم الورد الذي يحل بين منتصف مارس وبداية مايو من كل عام، حيث تتحول المدرجات الزراعية على ارتفاع يفوق 3 آلاف متر فوق سطح البحر إلى مشهد طبيعي متكامل يلفت الأنظار ويثير الدهشة، ويجذب آلاف الزوار من داخل السلطنة وخارجها.
وتكتسي قرى مثل العين، وسيق، والشريجة، ووادي بني حبيب حلة وردية ناعمة نتيجة تفتح آلاف الأزهار على مدرجاتها الصخرية، التي توارثها العمانيون كجزء من إرثهم الزراعي المتجذر في الجبال.
انطلقت أعمال الحصاد فجراً مع شروق الشمس، وهو التوقيت المثالي لقطف الزهور العطرية التي يحتفظ بنداها بنقاء الرائحة ومكونات ماء الورد.
ويتجه المزارعون بعد القطف مباشرة إلى بيوت التقطير التقليدية المنتشرة في المنطقة، حيث تُسخن الأزهار في قدور نحاسية وتُستخلص منها كميات محددة من ماء الورد العماني، الذي يُعد من أكثر المنتجات رواجاً محلياً وخارجياً، ويُستخدم في الأغراض التجميلية والطبية والغذائية.
استقبلت المنطقة خلال الموسم أعداداً متزايدة من السياح والمهتمين بالبيئة، الذين شاركوا في جولات تفاعلية تتيح لهم الاقتراب من تفاصيل العملية الزراعية التقليدية، ومتابعة مراحل قطف الزهور، والتعرف على طرق تقطيرها، والاستماع إلى تجارب المزارعين الذين يحافظون على هذه المهنة منذ عقود.
وساهم هذا التفاعل المباشر في ترسيخ مفهوم السياحة البيئية، ورفع وعي الزوار حول الممارسات الزراعية المحلية، بما يُعزز فرص الاستدامة ويحافظ على هوية المنطقة.
تُعد المساحات المزروعة بالورد في الجبل الأخضر، والتي تتراوح بين 7 أفدنة و10 أفدنة، بحسب الإحصاءات الرسمية، واحدة من أبرز عناصر الجذب في قطاع السياحة الريفية العمانية، حيث يحرص السياح على توثيق زيارتهم عبر الصور ومقاطع الفيديو التي تُظهر جمال الطبيعة وتفردها في هذه المنطقة المرتفعة، الواقعة على بُعد 242 كيلومتراً غرب العاصمة مسقط.
ويُنتظر أن تُسهم هذه المواسم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال تسويق المنتجات المرتبطة بالورد، مثل ماء الورد، والعطور، والصابون، إضافة إلى تقديم تجربة سياحية نوعية تشجع على العودة السنوية للجبل الأخضر خلال هذه الفترة من السنة.





