وجهات سياحية

لون الدرعية.. تحفة لونية تمثل تاريخ السعودية وتراثها المعماري

في خطوة مبتكرة، تعاونت هيئة تطوير بوابة الدرعية مع شركة بانتون العالمية لإطلاق لون جديد يحمل اسم “لون الدرعية”، يعد هذا اللون نتاجًا لالتقاء التاريخ بالتصميم المعاصر، وهو ليس مجرد لون تقليدي، بل يرمز إلى جزء من تاريخ السعودية العميق ويعكس إرثها الثقافي والمعماري المميز.

جاء اللون نتيجة لدمج الضوء والشمس والتضاريس الطبيعية التي تميز مدينة الرياض، ليظهر كل جانب من جوانب الحياة السعودية عبر طيف من الألوان المستوحاة من قصورها التاريخية.

بدأت الفكرة من حي الطريف التاريخي، الذي يعود بناؤه إلى القرن الثامن عشر ويُعد أحد أقدم الأحياء في الرياض، جدرانه الطينية وزخارفه المعمارية كانت مصدر إلهام للون الذي يُعرف اليوم بلون الدرعية، لون يتأثر بالضوء الذي يسقط على جدران الطين في حي الطريف، حيث تخلق أشعة الشمس الذهبية تأثيرات لونية فريدة تترجم إلى هذا اللون الدافئ والمعبر عن روح المكان.

تمثل الدرعية اليوم رمزًا تاريخيًا، وهي المدينة التي نشأت فيها الدولة السعودية الأولى، هذا التاريخ العريق والتطور السريع الذي تشهده المنطقة جعل من الضروري تسليط الضوء على هوية هذه المدينة العريقة من خلال تصميم مميز يتماشى مع رؤية السعودية المستقبلية 2030.

اللون الجديد ليس مجرد إبداع لوني، بل هو علامة على التحول الثقافي الذي تشهده المملكة، خاصة في قطاع السياحة، ومن خلال هذا التعاون مع شركة بانتون العالمية، أصبح لدى المملكة رمز يعكس هويتها التاريخية ويعزز من مكانتها كوجهة سياحية عالمية.

يسهم لون الدرعية في إضافة بُعد عاطفي وتجريدي لزيارة هذا المكان التاريخي، ويعتبر جزءًا لا يتجزأ من الهوية البصرية للمشروعات التنموية المستقبلية في المنطقة.

من المتوقع أن يتم استخدام هذا اللون في العديد من التصاميم والمشاريع السياحية في الدرعية، بدءًا من معالمها الثقافية وحتى الأنشطة السياحية المستقبلية. هذا اللون سيمثل ربطًا بين الماضي والحاضر ويعكس طبيعة الحياة في المملكة العربية السعودية، بينما يُسهم في تعزيز علاقة الزوار بالمنطقة من خلال جمالية التصميم المستوحاة من تقاليد المكان.

تتمثل أهمية هذا اللون في أنه لا يقتصر فقط على كونه درجة لونية جديدة، بل هو دعوة لتجربة ثقافية بصرية ترسخ الهوية التاريخية والثقافية للسعودية، لذلك، يمكن للزوار الذين يتجولون في الدرعية أن يستمتعوا بتفاصيل المعمار التقليدي الذي يشبع الحواس، حيث يتداخل اللون مع الأبعاد التاريخية والفنية التي تتجسد في قصور الرياض العريقة.

من أهم المعالم التي يتجسد فيها لون الدرعية هو قصر المربع في الرياض، وهو قصر مربع الشكل يُعتبر واحدًا من أقدم المعالم التاريخية في المملكة.

قصر المربع، الذي تأسس في القرن التاسع عشر، يبرز الهندسة المعمارية المحلية من خلال جدرانه المصنوعة من الطوب اللبن والطين، تتداخل درجات اللون الجديد مع التفاصيل المعمارية للقصر لتعكس التاريخ العميق للمنطقة.

أما قصر سلوى في الدرعية، الذي شُيد في القرن الثامن عشر، فهو جزء من التراث التاريخي للمنطقة، ويتميز بتصميمه المهيب، إن استخدام لون الدرعية في تصميم القصور يضيف عمقًا تاريخيًا للمعالم الأثرية ويخلق تأثيرًا بصريًا يربط الزوار بماضي المملكة العريق.

قصر المصمك في الرياض أيضًا يعد من بين أبرز المعالم التي تُجسد هذا اللون، حيث تم بناء هذا القصر في القرن الرابع عشر الهجري، تتميز جدران القصر بالصلابة، وقد أُدرج ضمن المواقع التي يستخدم فيها لون الدرعية الجديد ليعكس الأصالة والتاريخ السعودي.

اللون الجديد الذي يشكل جزءًا من هوية المملكة يعكس التزام السعودية بحماية تراثها الثقافي والاهتمام بالمشروعات السياحية التي ترتكز على الإبداع والابتكار.

لون الدرعية هو علامة على بداية جديدة للمدينة، ويعتبر خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، مع التركيز على تعزيز السياحة الثقافية والتراثية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى