مال و أعمال

تونس تحقق نموًا ملحوظًا في إيرادات السياحة مع بداية عام 2025

أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن البنك المركزي التونسي تسجيل إيرادات قطاع السياحة في تونس زيادة ملحوظة بنسبة 5% في الربع الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ووفقاً لهذه البيانات، بلغت العائدات حتى تاريخ 20 مارس 2025 أكثر من 390 مليون دولار، بينما كانت في نفس الفترة من العام 2024 قد وصلت إلى 371 مليون دولار.

تعد هذه الزيادة في الإيرادات بمثابة دليل على الانتعاش الملحوظ الذي يشهده القطاع السياحي التونسي، والذي يعد من أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد، هذا النمو ينسجم مع التحسن العام الذي شهده قطاع السياحة منذ بداية عام 2024، حيث شهدت تونس تدفقاً كبيراً من السياح، وهو ما انعكس إيجاباً على العوائد المالية.

في عام 2024، تمكنت تونس من جذب أكثر من 10 ملايين سائح، وهو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخها، ووفقًا لوكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”، يعد هذا الرقم بمثابة علامة فارقة في تاريخ السياحة التونسية.

وقد ساهمت عدة عوامل في تحقيق هذا الرقم القياسي، من بينها التحسينات المستمرة في البنية التحتية السياحية، بالإضافة إلى الاستقرار النسبي في الوضع الأمني، الذي جعل تونس وجهة مفضلة للكثير من السياح.

سفيان تقية، وزير السياحة التونسي، أشار في تصريحات له إلى أن تونس تستهدف زيادة هذا العدد في عام 2025 إلى أكثر من 11 مليون سائح.

وأكد أن الوزارة وضعت خطة ترويجية طموحة تشمل استهداف أسواق جديدة، إلى جانب تعزيز وجودها في الأسواق التقليدية مثل أوروبا.

وأوضح تقية أن الحملة الترويجية ستتضمن أنشطة دعائية في دول مثل الصين وإسبانيا وجمهورية التشيك، بهدف جذب المزيد من السياح من هذه الأسواق التي تتمتع بفرص كبيرة في زيادة أعداد زوارها لتونس.

بالإضافة إلى الحملة الترويجية، تأمل الحكومة التونسية في أن تسهم بعض المشاريع السياحية الجديدة في تعزيز هذه الإيرادات.

من أبرز هذه المشاريع تطوير المناطق السياحية المتنوعة في مختلف أنحاء البلاد، مثل المناطق الساحلية في الجنوب والشمال، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية الفندقية والأنشطة السياحية التي يمكن أن تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية من السياح.

من جانب آخر، يعتبر وزير السياحة أن الحكومة التونسية تعمل على تعزيز التعاون مع الشركات السياحية الدولية، وتوسيع دائرة عروضها السياحية بما يتناسب مع أحدث توجهات السياحة العالمية.

ويؤكد أن تونس تمتلك العديد من المقومات السياحية التي تجعلها وجهة سياحية مرغوبة على مدار العام، من شواطئها الخلابة إلى معالمها التاريخية والثقافية الغنية.

ويضيف تقية أن الحكومة تواصل العمل على تعزيز السمعة الأمنية للبلاد، مؤكداً أن تونس تشهد تحسناً مستمراً في هذا المجال من خلال تفعيل الإجراءات الأمنية في الأماكن السياحية والمدن الكبرى، مما يسهم في زيادة الإقبال على البلاد.

رغم التحسن الكبير في القطاع السياحي، لا تزال تونس تواجه بعض التحديات التي تتطلب العمل المستمر، وتتمثل أبرز هذه التحديات في مواجهة المنافسة المتزايدة من دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى، التي تقدم عروضًا سياحية مشابهة، فضلاً عن ضرورة تطوير القطاع السياحي ليواكب أحدث التوجهات العالمية مثل السياحة المستدامة والسياحة البيئية.

على الرغم من هذه التحديات، فإن توقعات الحكومة التونسية للسياحة في عام 2025 تبدو واعدة، خاصة مع الحوافز الاقتصادية والسياسات الترويجية التي يتم العمل عليها، من الواضح أن قطاع السياحة في تونس يسير في الاتجاه الصحيح نحو تعزيز مكانته كأحد أبرز الوجهات السياحية في المنطقة.

إجمالاً، تبقى السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية في تونس، مع آفاق نمو واعدة للعام 2025، حيث تسعى الحكومة التونسية إلى الحفاظ على هذا الاتجاه من خلال تحسين الخدمات السياحية، وتوسيع أسواقها المستهدفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى