-- سلايدر --سياحة و سفر

السفر التنافسي.. ظاهرة جديدة تجذب الشباب حول العالم

شهدت السنوات الأخيرة ظهور ظاهرة جديدة بين الشباب، وهي ما يعرف بـ “السفر التنافسي”، التي أصبحت تكتسب شعبية كبيرة، لاسيما بين فئة المغامرين الذين يسعون لزيارة أكبر عدد من الدول حول العالم، هذه الظاهرة، التي تدفع العديد من الأشخاص للسفر إلى الدول مهما كانت بعيدة أو خطرة، باتت منتشرة بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يحفزها الفضول الجماعي والرغبة في التحدي.

تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” كشف عن تزايد عدد المسافرين الذين يتبنون هذه الفكرة، خاصة بين الشباب، الذين يحلمون بزيارة 193 دولة حول العالم، وهي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ورغم أن معظم هؤلاء المسافرين يسعون لزيارة كل الدول دون استثناء، يشير التقرير إلى أن الأمريكيين يواجهون تحديًا خاصًا، إذ لا يمكنهم زيارة كوريا الشمالية بسبب الحظر الذي فرضته وزارة الخارجية الأمريكية منذ عام 2017.

تعتبر هذه الظاهرة نوعًا من التحدي الشخصي والتنافس غير الرسمي بين المسافرين، ويشجع العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على تحقيق هذا الهدف، حيث يتم تبادل النصائح والتجارب في مجموعات خاصة عبر الإنترنت، وتُستخدم هذه المجموعات لدعم المسافرين المغامرين الذين يسعون لزيارة دول غير تقليدية أو مناطق يصعب الوصول إليها.

ورغم المخاطر التي قد تواجه المسافرين في بعض الأماكن، يظل الدعم من الأصدقاء والمجتمعات الافتراضية هو المحفز الأساسي لهذه الرحلات.

يشير التقرير إلى أن المسافرين الذين اختاروا هذه المغامرة يصفونها بأنها تجربة مليئة بالإثارة، حيث يكتشفون من خلالها المناظر الطبيعية الخلابة، والحيوانات النادرة، والأماكن البعيدة التي لا يزورها سوى عدد قليل من الناس، ومع أن هذا النوع من السفر يتيح للمسافرين فرصة استكشاف العالم بطرق جديدة، إلا أن هناك تحديات كبيرة يواجهها هؤلاء المغامرون، أبرزها التكلفة المرتفعة لهذه الرحلات.

لتجاوز هذه العقبة، يحاول العديد من المسافرين تقليل تكاليفهم من خلال عدة طرق، منها مشاركة تكاليف الرحلات مع الآخرين، أو الاستفادة من عروض النقاط والأميال التي تقدمها شركات الطيران، أو حتى الترويج لرحلاتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي بهدف جمع الأموال اللازمة.

كما يتم تبادل النصائح حول كيفية توفير المال أثناء السفر، مثل اختيار أماكن إقامة رخيصة أو الاستفادة من العروض الموسمية التي توفرها شركات السياحة.

على الرغم من التحديات المتمثلة في تكاليف السفر، إلا أن رغبة الشباب في اختبار هذه المغامرات لا تزال تتزايد، تتزامن هذه الظاهرة مع توجه عام نحو السفر أكثر، حيث يجد الكثيرون في السفر وسيلة للتعلم وتوسيع آفاقهم، قد يكون السفر التنافسي بمثابة حلم يراود العديد من الأشخاص الذين يطمحون إلى استكشاف كل ركن من أركان العالم، لكنهم يدركون في الوقت نفسه أن الرحلة ليست مجرد زيارة لأماكن جديدة، بل هي فرصة لخوض تجارب مليئة بالتحديات، والاكتشاف، والنمو الشخصي.

من الواضح أن السفر التنافسي أصبح جزءًا من ثقافة جديدة بين الشباب حول العالم، حيث يرى البعض فيه وسيلة لرفع مستوى الحياة الشخصية والانطلاق نحو تحديات جديدة.

وبينما يتزايد عدد الذين يسعون لتحقيق هذا الهدف، يستمر هذا النوع من السفر في جذب المزيد من الانتباه، ليصبح واحدًا من أبرز الاتجاهات الحديثة في عالم السياحة والمغامرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى