-- سلايدر --منوعات وترفيه

جسر أوريسوند يحتفل بمرور 25 عامًا على ربط السويد والدنمارك

يحتفل جسر أوريسوند هذا العام بمرور 25 عامًا على افتتاحه، حيث أصبح منذ تشغيله عام 2000 أحد أهم المشاريع الهندسية التي تربط بين دولتين أوروبيتين.

الجسر، الذي يمتد على مسافة 16 كيلومترًا، يربط بين مدينة مالمو السويدية والعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وهو ليس مجرد طريق عبور بل إنجاز هندسي متكامل يجمع بين الجسر التقليدي، جزيرة اصطناعية، ونفق تحت الماء.

منذ افتتاحه، أصبح الجسر جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية لآلاف الأشخاص الذين يعبرونه يوميًا سواء بالسيارة أو القطار، حيث قلص المسافات بين المدينتين وساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين البلدين.

الرحلة بين مالمو وكوبنهاغن أصبحت لا تستغرق أكثر من 45 دقيقة، ما جعل العبور بين السويد والدنمارك أكثر سهولة وسرعة من أي وقت مضى.

تصميم الجسر لم يكن عاديًا، إذ يجمع بين عدة أنظمة بنائية لضمان سلاسة الحركة البحرية والجوية في المنطقة، يمتد الجسر فوق مضيق أوريسوند لمسافة طويلة لكنه لا يصل حتى الشاطئ مباشرة، حيث تم بناء جزء من الطريق تحت الأرض في نفق يبلغ طوله أربعة كيلومترات، السبب وراء هذا التصميم هو السماح للسفن الكبيرة بالمرور بحرية عبر المضيق دون عوائق، إضافة إلى تفادي أي تأثير على حركة الطيران بالقرب من مطار كوبنهاغن، مما يعكس مدى الدقة في التخطيط لضمان تكامل البنية التحتية بين البر والبحر والجو.

أحد أكثر الأجزاء الفريدة في المشروع هو جزيرة بيبيرهولم الاصطناعية، التي تم إنشاؤها خصيصًا كنقطة انتقال بين الجسر والنفق.

ورغم أن الجزيرة من صنع الإنسان، فقد تُركت عمدًا لتتطور طبيعيًا دون تدخل بشري، مما جعلها موطنًا لمجموعة كبيرة من الكائنات الحية.

مع مرور السنوات، أصبحت الجزيرة منطقة غنية بالتنوع البيولوجي، حيث تم تسجيل وجود نحو 600 نوع من النباتات و30 نوعًا من الطيور التي وجدت في الجزيرة بيئة مثالية للنمو والتكاثر، مما جعلها نموذجًا فريدًا لاندماج المشاريع الهندسية مع الطبيعة.

الجسر لم يكن مجرد وسيلة ربط بين دولتين، بل ساهم في تعزيز التعاون الإقليمي وفتح آفاق اقتصادية جديدة، حيث ازدهرت حركة التجارة والسياحة بين السويد والدنمارك بفضله.

اليوم، وبعد مرور ربع قرن على تشغيله، لا يزال الجسر مثالًا على البنية التحتية المتطورة التي يمكن أن تخدم الإنسان والطبيعة معًا، ويظل أحد أبرز الإنجازات الهندسية في أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى