رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي يؤكد أهمية السياحة في توطيد العلاقات بين الشعوب العربية
أكد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، على الدور المحوري الذي تلعبه السياحة في تعزيز أواصر الترابط بين شعوب المنطقة العربية، مشيراً إلى أن السفر والتبادل الثقافي بين الدول العربية يسهم في تعزيز التفاهم المشترك ويعكس وحدة المصير بين الشعوب.
وأوضح أن القطاع السياحي لا يقتصر على كونه محركاً اقتصادياً فقط، بل يمثل جسراً للتواصل الحضاري والإنساني بين المجتمعات، حيث يتيح للسائحين التعرف على تاريخ وثقافة البلدان المختلفة، مما يعزز الروابط الأخوية ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون المشترك.
وشدد علال على أن الدول العربية تمتلك مقومات سياحية استثنائية تتنوع بين المعالم التاريخية والمواقع الطبيعية الخلابة، ما يجعلها وجهات جاذبة ليس فقط للزوار من خارج المنطقة، بل أيضاً للمواطنين العرب الذين يرغبون في استكشاف تراثهم المشترك، وبيّن أن التبادل السياحي بين الدول العربية يمكن أن يسهم في زيادة التفاهم الثقافي وتقريب وجهات النظر بين مختلف المجتمعات، مما يدعم جهود التكامل الإقليمي في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام السياحي تلعب دوراً رئيسياً في الترويج للوجهات العربية وإبراز معالمها الفريدة، حيث تسهم التغطيات الإعلامية المتخصصة في تعريف الجمهور العربي بمناطق الجذب السياحي داخل الوطن العربي، الأمر الذي يعزز الوعي بأهمية السياحة الداخلية والإقليمية، كما أن الإعلام قادر على تسليط الضوء على تجارب السفر الإيجابية وتحفيز المزيد من الزيارات، مما يدعم اقتصادات الدول العربية ويخلق فرص عمل جديدة في هذا القطاع الحيوي.
كما لفت علال إلى أن التعاون السياحي بين الدول العربية يحتاج إلى استراتيجيات واضحة تعزز التنقل السلس بين البلدان، من خلال تسهيل إجراءات السفر وتطوير البنية التحتية السياحية، مؤكداً أن تعزيز التكامل السياحي يتطلب تنسيقاً مشتركاً بين الهيئات الحكومية والقطاع الخاص، مما يضمن تحقيق أقصى استفادة من الموارد السياحية المتاحة، وبيّن أن تطوير السياحة البينية داخل العالم العربي لا يخدم فقط القطاع الاقتصادي، بل يسهم أيضاً في تقوية الهوية الثقافية المشتركة، حيث يتيح للسياح فرصة الاطلاع على التراث والتقاليد المتنوعة التي تزخر بها كل دولة.
ودعا علال إلى أهمية إطلاق مبادرات وبرامج سياحية تعزز الروابط بين الدول العربية، مثل المهرجانات الثقافية والفعاليات السياحية المشتركة، والتي يمكن أن تسهم في زيادة التفاعل بين الشعوب وتعزيز الانتماء المشترك، موضحاً أن الاحتفاء بالمناسبات الثقافية والسياحية على مستوى إقليمي يساعد في إبراز التنوع العربي في أبهى صوره، كما أنه يخلق فرصاً أكبر للنمو السياحي المستدام.
كما أكد أن السياحة تشكل أداة فعالة لتعزيز التعايش والتقارب بين الشعوب، حيث إنها تتيح تبادل الخبرات والمعارف وتعزز العلاقات الاجتماعية، مشدداً على أن العمل على تطوير القطاع السياحي العربي يجب أن يكون أولوية لما له من تأثير مباشر في تعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية بين الدول، وأوضح أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي يعمل على تنفيذ استراتيجيات تدعم هذا التوجه، من خلال تنظيم فعاليات إعلامية وسياحية تهدف إلى تعزيز التعاون السياحي العربي وتشجيع السياحة المستدامة التي تعود بالنفع على جميع الأطراف.
واختتم علال تصريحاته بتأكيده على أن الاستثمار في السياحة العربية ليس مجرد خيار اقتصادي، بل هو خطوة نحو تحقيق التكامل والتقارب بين شعوب المنطقة، داعياً إلى تكثيف الجهود لتعزيز هذا القطاع الحيوي وتطوير آلياته بما يحقق أقصى استفادة منه، مؤكداً أن مستقبل السياحة العربية يعتمد على التعاون المشترك والاستثمار في الترويج والتسويق الفعّال للوجهات السياحية العربية.
