علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: تطوير السياحة في الوطن العربي يتطلب استراتيجيات شاملة وتعاونًا إقليميًا
أكد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن السياحة في الوطن العربي تواجه العديد من التحديات التي تعيق نموها بالشكل المطلوب، رغم الإمكانات الهائلة التي تمتلكها المنطقة من حيث التنوع الطبيعي، التراث الثقافي، والموقع الاستراتيجي.
وأوضح أن تجاوز هذه العقبات يتطلب تبني استراتيجيات متكاملة، وتعزيز التعاون بين الدول العربية، وتطوير البنية التحتية والخدمات السياحية، إضافة إلى تسخير الإعلام والتكنولوجيا للترويج للمقاصد السياحية العربية.
وأشار إلى أن أحد أبرز التحديات يتمثل في عدم استقرار بعض الدول العربية سياسيًا وأمنيًا، ما يؤثر سلبًا على تدفق السياح ويحد من الاستثمارات السياحية، وأكد أن الحل يكمن في تعزيز الاستقرار وتحسين صورة المنطقة من خلال الترويج الإيجابي، وتقديم الضمانات التي تعزز ثقة السائح والمستثمر، مشددًا على أن الأمن والاستقرار هما الأساس لأي نمو سياحي مستدام.
وأضاف أن ضعف التكامل السياحي بين الدول العربية يعد من العوامل التي تعرقل تقدم القطاع، حيث لا تزال الحدود والإجراءات المعقدة تعيق حركة السياح بين الدول، رغم القرب الجغرافي والتاريخ المشترك، وأوضح أن تسهيل التأشيرات، وتطوير رحلات جوية إقليمية بأسعار مناسبة، وتقديم عروض سياحية مشتركة يمكن أن يسهم في تحفيز السياحة البينية وجذب مزيد من الزوار.
كما أشار إلى أن التحدي الآخر يتمثل في غياب استراتيجيات تسويقية موحدة، حيث تعتمد كل دولة عربية على جهودها الفردية في الترويج لسياحتها، ما يؤدي إلى ضعف التأثير مقارنة بالمنافسة العالمية، وأكد أن الترويج الجماعي للسياحة العربية تحت مظلة موحدة يمكن أن يكون أكثر فاعلية، حيث يمكن التركيز على إبراز الموروث الثقافي العربي، الأماكن التاريخية، والسياحة البيئية والدينية التي تهم شريحة واسعة من السياح.
ولفت إلى أن البنية التحتية والخدمات السياحية في بعض الدول العربية لا تزال بحاجة إلى تطوير، حيث يعاني القطاع في بعض المناطق من نقص الفنادق، ضعف شبكات النقل والمواصلات، وقلة المرافق الترفيهية، ما يقلل من قدرة الوجهات العربية على استقطاب السياح لفترات طويلة، وأوضح أن الحكومات العربية مطالبة بزيادة الاستثمارات في هذا المجال، بالتعاون مع القطاع الخاص، من أجل تحسين جودة الخدمات وجذب السياح من مختلف دول العالم.
وأكد أن الإعلام السياحي يلعب دورًا محوريًا في دعم القطاع السياحي العربي، مشيرًا إلى أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي يعمل على إبراز الوجهات السياحية في الدول العربية، وتوعية المجتمعات المحلية بأهمية السياحة كرافد اقتصادي أساسي، إضافة إلى مواجهة الصورة النمطية السلبية التي قد تضر بسمعة بعض الوجهات، وأوضح أن منصات الإعلام الرقمي أصبحت أداة قوية للترويج السياحي، مشددًا على ضرورة استثمار وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي في تقديم محتوى سياحي جذاب يواكب تطلعات الأجيال الجديدة من السياح.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن السياحة في الوطن العربي لديها إمكانات ضخمة للنمو، لكن ذلك يتطلب إرادة سياسية، تخطيطًا استراتيجيًا، وتعاونًا بين الدول لتعزيز التكامل، وتطوير بنية تحتية متطورة، وتسخير الإعلام الرقمي في الترويج الفعال، مؤكدًا أن هذه العوامل مجتمعة قادرة على جعل السياحة أحد أهم القطاعات الاقتصادية في الوطن العربي خلال السنوات المقبلة.
