الخبر والدمام.. وجهتان سياحيتان تجمعان بين الحداثة والتراث على ساحل الخليج العربي
تشكل مدينتا الخبر والدمام في المنطقة الشرقية وجهتين سياحيتين بارزتين بفضل موقعهما الاستراتيجي على ساحل الخليج العربي، حيث تمتزجان بين التطور العمراني والتراث الثقافي، مما يجعلهما من أبرز الوجهات التي تستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها.
توفر المدينتان مجموعة واسعة من الخيارات السياحية التي تناسب مختلف الأذواق، سواء للباحثين عن الاستجمام والاسترخاء، أو لمحبي الأنشطة الرياضية والمغامرات، أو للراغبين في التعرف على التاريخ والتراث السعودي العريق.
تتميز المدينتان بإطلالاتهما الساحرة على الخليج، إلى جانب تطور بنيتهما التحتية التي تعزز من تجربة السياح، حيث تنتشر الفنادق الفاخرة، والمطاعم العالمية، والمراكز التجارية الكبرى، مما يجعل الزيارة إليهما تجربة متكاملة تلبي تطلعات الزوار بمختلف اهتماماتهم.
وبفضل ارتفاع معايير تقديم الخدمات السياحية، أصبحت الخبر والدمام وجهتين رائدتين في قطاع السياحة داخل المملكة، مما يعزز دورهما في دعم رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الاقتصادي وتعزيز القطاع السياحي.
تحتضن المدينتان مجموعة من المعالم الثقافية والعلمية التي تعكس تطور المنطقة الشرقية وتاريخها العريق، يأتي مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية “سايتك” في الخبر كأحد أبرز الوجهات العلمية، حيث يقدم تجارب تعليمية تفاعلية تغطي مجالات متعددة مثل الفضاء، والطاقة، والعلوم الطبيعية، مما يجذب الزوار من مختلف الفئات العمرية، خاصة العائلات والأطفال.
كما يعد متحف الدمام الإقليمي معلمًا ثقافيًا مهمًا، حيث يستعرض تاريخ المنطقة الشرقية عبر مجموعة من القطع الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة، بالإضافة إلى معارض دائمة تسلط الضوء على مراحل تطور المملكة.
في الجانب الترفيهي، توفر المدينتان عددًا كبيرًا من الوجهات التي تلبي احتياجات السياح، بداية من كورنيش الدمام الذي يعد من أبرز الوجهات العائلية، حيث يضم مساحات خضراء واسعة، ومسارات للمشي وركوب الدراجات، ومرافق ترفيهية متنوعة.
أما كورنيش الخبر، فيتميز بإطلالته البحرية الجذابة التي تجعل منه مكانًا مثاليًا للاستجمام، خاصة مع انتشار المطاعم والمقاهي الراقية التي تقدم تجربة طعام فريدة على الواجهة البحرية.
تعتبر قرية الدولفين في الدمام واحدة من الوجهات الترفيهية المفضلة للعائلات، حيث تقدم عروضًا حية للدلافين وأسود البحر، إلى جانب مجموعة من الألعاب الكهربائية والمائية التي تناسب مختلف الأعمار.
أما حديقة الملك فهد، فهي من أكبر الحدائق في المنطقة، وتوفر تجربة ترفيهية متكاملة تجمع بين المساحات الطبيعية، والمناطق الترفيهية للأطفال، والأسواق التراثية التي تعرض منتجات الحرف اليدوية المحلية.
في الجانب الطبيعي، تعد جزيرة المرجان من أبرز المعالم السياحية في الدمام، حيث توفر بيئة مثالية للاسترخاء وسط المسطحات الخضراء وأشجار النخيل، مع إمكانية ممارسة الأنشطة البحرية مثل الصيد وركوب القوارب.
أما شاطئ نصف القمر، فهو واحد من أجمل الشواطئ في الخليج العربي، ويمتد بطول 700 كيلومتر، مما يجعله مكانًا مثاليًا لعشاق الرياضات البحرية والتخييم، حيث يشتهر بالصيد والغوص والإبحار.
تحظى المدينتان أيضًا بمواقع تاريخية تعكس التراث العريق للمنطقة، مثل جسر الملك فهد الذي يربط المملكة بالبحرين، حيث يعد من أهم المشاريع الهندسية في المنطقة، ويتميز بتصميمه الفريد الذي يجمع بين الجمال المعماري والكفاءة الهندسية، مما يجعله معلمًا بارزًا يجذب الزوار للاستمتاع بالمناظر الخلابة التي يوفرها.
تتيح الخبر والدمام أيضًا بيئة مثالية لعشاق الرياضة، حيث تضم مدينة الكوبرا الترفيهية التي توفر تجربة رياضية متكاملة، مع ملاعب مجهزة لمختلف الرياضات مثل كرة القدم، وكرة السلة، وكرة الطائرة، إضافة إلى صالة تزلج مخصصة لمحبي المغامرات الشتوية.
مع هذا التنوع في الوجهات السياحية والثقافية والترفيهية، تستمر الخبر والدمام في تعزيز مكانتهما كوجهتين سياحيتين رئيسيتين في المملكة، حيث تجمعان بين الحداثة والتاريخ، وتقدمان تجربة متكاملة للزوار الباحثين عن الاستمتاع بجمال الطبيعة، أو خوض المغامرات الترفيهية، أو استكشاف التراث السعودي العريق.
