ماذا يوجد داخل هلال برج الساعة بمكة المكرمة؟

عبدالعزيز محمد10:43 ص - 21-9-1446هـ 21-3-2025م

يُعد هلال برج ساعة مكة المكرمة أحد أبرز المعالم العمرانية في العالم، إذ يعلو المسجد الحرام بارتفاع يزيد على 600 متر، ما يجعله أعلى نقطة مأهولة على وجه الأرض، هذا الهلال العملاق، الذي يتربع على قمة البرج، لا يقتصر دوره على كونه رمزًا معماريًا، بل يؤدي وظائف عملية وتقنية مهمة، تجعل منه عنصرًا أساسيًا في هذا الصرح الشاهق.

الهلال يحتوي على مجموعة من التجهيزات المتطورة، من بينها كشافات ضوئية قوية، قادرة على بث إشعاع مرئي لمسافات بعيدة، ما يسهم في تنبيه الطائرات في الأجواء المحيطة.

كما زُوّد الهلال بأضواء ليزرية خضراء تضفي عليه مظهرًا مميزًا، فضلًا عن نظام إضاءة داخلي يعمل كتحذير جوي للطائرات، إلى جانب وجود مانع للصواعق الذي يحمي البرج من الضربات الكهربائية الناتجة عن العواصف الرعدية.

داخل الهلال، توجد قشرة مصنوعة من ألياف الكربون، وهي مادة خفيفة الوزن لكنها شديدة الصلابة، ما يمنح الهيكل متانة إضافية دون التأثير على وزنه الإجمالي.

كما يحتوي الهلال على نظام تكييف متطور، يضمن بقاء الأجواء الداخلية في درجة حرارة مناسبة، رغم التعرض المستمر لأشعة الشمس على هذا الارتفاع الشاهق.

الهلال ليس مجرد هيكل هندسي، بل يضم أعلى مصلى في العالم، حيث يمكن للزوار أداء الصلاة في نقطة تعد الأقرب إلى السماء فوق المسجد الحرام.

كما يوجد مكتب خاص داخل الهلال، يستخدم لأغراض إدارية وإشرافية، إضافة إلى فتحة للصيانة مزودة برافعة، وسُلَّم لولبي يتيح الوصول إلى مختلف أجزائه الداخلية عند الحاجة إلى أعمال الفحص والإصلاح.

أما برج الساعة نفسه، فهو يضم أكبر ساعة في العالم، يمكن رؤيتها وسماع دقاتها من مسافة تصل إلى 13 كيلومترًا، هذا التصميم المذهل يجعلها ليست مجرد أداة لمعرفة الوقت، بل معلمًا بصريًا يمكن الاستدلال به من أي نقطة في مكة.

الهلال العملاق الذي يتوج ساعة مكة يبلغ قطره 23 مترًا، وهو الأكبر من نوعه عالميًا، ما يرسّخ مكانة البرج كواحد من أعظم الإنجازات الهندسية في العصر الحديث، هذا المعلم الضخم لا يقتصر تأثيره على المدينة المقدسة فحسب، بل يمثل رمزًا عالميًا للابتكار في مجال العمارة والتكنولوجيا.