الاتحاد للطيران تؤجل طرحها العام الأولي إلى ما بعد عيد الفطر وسط ترقب الأسواق
في خطوة أثارت اهتمام المستثمرين والمتابعين لقطاع الطيران، قررت شركة الاتحاد للطيران، ومقرها أبوظبي، تأجيل الطرح العام الأولي لأسهمها، الذي كان من المتوقع أن تصل قيمته إلى مليار دولار، إلى ما بعد عطلة عيد الفطر.
يأتي هذا القرار رغم تسجيل الشركة نمواً قياسياً في أرباحها خلال العام الماضي، مما عزز التوقعات بطرح قوي في سوق الأسهم.
طرح مرتقب وتأجيل غير متوقع
ورغم أن الشركة لم تعلن رسمياً عن موعد الطرح الأولي، إلا أن مصادر مطلعة أفادت لوكالة “رويترز” بأن الاتحاد للطيران كانت تستعد للإعلان عن خطتها الأسبوع الماضي، قبل أن يتم اتخاذ قرار التأجيل إلى الشهر المقبل على الأقل.
ولم توضح المصادر الأسباب المباشرة لهذا التأجيل، لكنها أكدت أن التوقيت الجديد قد يكون مرتبطاً بعوامل تتعلق بالسوق أو بالإجراءات التنظيمية الداخلية للشركة.
وكان من المنتظر أن يشكل طرح الاتحاد للطيران أول إدراج جديد لشركة طيران خليجية كبرى منذ ما يقرب من عقدين، ما كان سيضعه تحت الأضواء كواحد من أهم الطروحات العامة الأولية في المنطقة.
ومع ذلك، لا تزال التفاصيل الدقيقة حول موعد الطرح الجديد غير واضحة، خاصة أن الشركة لم تصدر أي بيان رسمي حول سبب التأجيل.
عدم تعليق رسمي من الجهات المعنية
ورغم التساؤلات المتزايدة حول التأجيل، رفضت كل من الاتحاد للطيران وشركة القابضة (إيه.دي.كيو) – التي تمتلك الشركة وتدير أصولًا بقيمة 225 مليار دولار – الإدلاء بأي تعليق على المستجدات الأخيرة.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن قرار التأجيل قد يكون مرتبطًا باستراتيجية الشركة لضمان أفضل ظروف سوقية ممكنة عند الطرح، خاصة مع التقلبات التي يشهدها قطاع الطيران عالميًا.
سوق الطيران بين التحديات والفرص
ويأتي هذا التأجيل في وقت يشهد فيه قطاع الطيران العالمي تحديات متزايدة، من بينها تأخيرات في تسليم الطائرات، وارتفاع التكاليف التشغيلية، واحتجاجات عمالية في بعض الأسواق الرئيسية.
ومع ذلك، يُنظر إلى الطرح العام الأولي لشركة الاتحاد للطيران على أنه فرصة استثمارية كبيرة، خاصة في ظل النمو المستمر الذي حققته الشركة خلال السنوات الأخيرة.
نمو قياسي في أرباح الاتحاد للطيران
ويعزز الأداء المالي القوي لشركة الاتحاد للطيران من جاذبية الطرح العام الأولي، حيث أعلنت الشركة في فبراير الماضي عن تحقيق صافي أرباح بلغ 476 مليون دولار خلال عام 2023، أي أكثر من ثلاثة أضعاف الأرباح المسجلة في العام السابق.
وجاء هذا النمو نتيجة لإعادة الهيكلة الإدارية والتوسع الاستراتيجي الذي قاده الرئيس التنفيذي أنتونوالدو نيفيز، والذي لعب دورًا رئيسيًا في تحويل الشركة إلى واحدة من أبرز شركات الطيران على مستوى المنطقة.
طرح الأسهم لدعم خطط التوسع والنمو
وكانت الاتحاد للطيران تخطط لطرح 20% من أسهمها في السوق، وذلك كجزء من استراتيجيتها لتمويل خطط النمو المستقبلية.
ويتوقع المحللون أن يساعد الطرح العام في جذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز قدرة الشركة على التوسع في وجهاتها الدولية، خاصة مع استمرار ارتفاع الطلب على السفر الجوي في المنطقة وخارجها.
ترقب المستثمرين لموعد الطرح الجديد
ورغم التأجيل، لا تزال التوقعات إيجابية بشأن إدراج أسهم الاتحاد للطيران في سوق الأسهم، حيث يرى الخبراء أن نجاح الطرح يعتمد على توقيته ومدى جاهزية الأسواق المالية لاستيعابه.
ومن المتوقع أن يظل المستثمرون في حالة ترقب لمعرفة الموعد الجديد للإعلان عن الطرح، خاصة في ظل الأداء القوي الذي أظهرته الشركة خلال الفترة الأخيرة.
وبينما يبقى موعد الطرح النهائي غير محدد حتى الآن، فإن القرار يعكس حرص الاتحاد للطيران على اختيار اللحظة المناسبة لدخول السوق، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة من اهتمام المستثمرين وتعزيز قيمة أسهمها في المستقبل.
