بيع لوحة بانكسي الساخرة “كرود أويل” بأكثر من 4.3 مليون جنيه إسترليني في مزاد بلندن

شهدت العاصمة البريطانية لندن مزادًا استثنائيًا، حيث بيعت إحدى اللوحات النادرة للفنان الشهير بانكسي مقابل 4.3 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل أكثر من 5.3 مليون دولار.
اللوحة، التي تحمل عنوان “كرود أويل (فيتريانو)”، جاءت كإعادة تصور ساخرة للوحة “ذي سينغينغ باتلر” للرسام الإسكتلندي الراحل جاك فيتريانو.
العمل الفني، الذي طرحته دار “سوذبيز” للمزادات، يُعد من أبرز الأمثلة على أسلوب بانكسي في الجمع بين السخرية والرسائل العميقة.
في اللوحة الأصلية لفيتريانو، يظهر زوجان يرقصان على الشاطئ برومانسية، بينما تقوم خادمة بإمساك مظلة لحمايتهما من الرياح. لكن في نسخة بانكسي، ينقلب المشهد تمامًا، حيث تغيب الأجواء الحالمة لتحل محلها صورة قاتمة تجسد واقعًا أكثر قسوة.
يظهر الزوجان بنفس وضعية الرقص، لكنهما محاطان بمؤشرات واضحة على التلوث البيئي، إذ تغرق سفينة في الخلفية، بينما يحلّ محل الخادمة رجلان يرتديان بزّتين واقيتين ويقومان بتحميل برميل يحمل مواد سامة، مما يعكس رسالة ناقدة للوضع البيئي والرأسمالية.
قبل انعقاد المزاد، أصدرت “سوذبيز” بيانًا أوضحت فيه أن هذا العمل يجسد بوضوح نهج بانكسي في استخدام السخرية والفكاهة لنقل قضايا معاصرة تتعلق بالبيئة والتلوث والجوانب السلبية للرأسمالية. هذه العناصر جعلت اللوحة محط اهتمام واسع، خاصة في المملكة المتحدة، حيث تتمتع بشعبية كبيرة.
اللوحة كانت ضمن مجموعة الموسيقي الأمريكي مارك هوبوس، المؤسس المشارك لفرقة البانك الشهيرة “بلينك-182”. حصل عليها مع زوجته عام 2011، وظلت جزءًا من مجموعتهما الخاصة لسنوات.
وعبر هوبوس عن ارتباطه العاطفي بالعمل، مشيرًا إلى أنه وقع في حب اللوحة منذ اللحظة الأولى التي شاهدها فيها، ووصفها بأنها “تحمل بصمة بانكسي المميزة، لكنها في الوقت ذاته مختلفة عن أعماله الأخرى”.
بعد إتمام البيع، أُعلن أن جزءًا من العائدات سيتم التبرع به لصالح جمعيتين خيريتين طبيتين في لوس أنجلوس، بالإضافة إلى مؤسسة “كاليفورنيا فاير فاوندايشن”، التي تدعم ضحايا الحرائق التي اجتاحت المنطقة مؤخرًا. هذه الخطوة أضافت بُعدًا إنسانيًا للمزاد، خاصة أن أعمال بانكسي غالبًا ما ترتبط بقضايا اجتماعية وإنسانية بارزة.
بهذا السعر المرتفع، تثبت أعمال بانكسي مجددًا أنها ليست فقط تعبيرًا فنيًا ساخرًا، بل أيضًا استثمارًا قيّمًا يعكس الطلب المتزايد على أعمال هذا الفنان المثير للجدل، الذي لا يزال تأثيره ممتدًا داخل السوق الفنية العالمية.