علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي يقدم “روشتة” تعزيز السياحة الدينية في الوطن العربي

أكد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن السياحة الدينية تعد أحد أهم القطاعات التي تسهم في تنمية الاقتصاد العربي وتعزيز مكانة المنطقة على المستوى العالمي.

وأشار إلى أن العالم العربي يمتلك مجموعة من المقومات الفريدة التي تتيح له أن يكون وجهة رئيسية للسياحة الدينية على مدار العام، مشدداً على ضرورة تطوير استراتيجيات تسويقية وبرامج متكاملة لتعظيم استفادة الدول العربية من هذا القطاع.

وقال علال في تصريحاته: “السياحة الدينية تعتبر حجر الزاوية في صناعة السياحة في العديد من الدول العربية، ولا تقتصر أهميتها على الجوانب الاقتصادية فقط، بل تشمل أيضاً تعزيز الروابط الثقافية والدينية بين الشعوب”، وأضاف أن العالم العربي يتمتع بموقع جغرافي مميز، فضلاً عن احتوائه على العديد من الأماكن المقدسة التي تجذب الملايين من الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وأوضح علال أن السياحة الدينية تشمل عدة محاور رئيسية أبرزها الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، وزيارة الأماكن المقدسة في مصر وبلاد الشام، مشيراً إلى أن هذه الأماكن تستقطب ملايين الزوار سنوياً من مختلف الجنسيات، وأكد على ضرورة تكامل الجهود بين الحكومات والمؤسسات السياحية المحلية والدولية لضمان تقديم تجربة سياحية متميزة للمسافرين، تتسم بالراحة والأمان وتراعي المعايير الصحية.

وفيما يخص التحديات التي تواجه قطاع السياحة الدينية في المنطقة، أشار الدكتور صباح إلى أن من أبرز هذه التحديات التطور التكنولوجي السريع وتغيير اهتمامات الأجيال الجديدة، حيث أصبح السياح يبحثون عن تجارب متنوعة وجديدة.

وقال: “من الضروري أن تتواكب خدمات السياحة الدينية مع هذه التغيرات، من خلال استخدام التقنيات الحديثة مثل التطبيقات الذكية التي تسهل على الزوار الوصول إلى المعلومات والتخطيط لرحلاتهم”.

كما أشار إلى أن زيادة عدد الزوار تتطلب توفير بنية تحتية متطورة، تشمل إنشاء المزيد من المنشآت الفندقية ذات المواصفات العالمية، فضلاً عن تحسين وسائل النقل والمواصلات لتسهيل حركة الزوار بين المدن والمواقع المقدسة، كما لفت إلى أن تطوير الجوانب الثقافية والتراثية في هذه المناطق من شأنه أن يزيد من جاذبية السياحة الدينية، ويعزز من دور المنطقة العربية كمركز عالمي للسياحة الدينية.

الدكتور صباح علال أكد أيضا أهمية التعاون بين دول العالم العربي لتطوير السياحة الدينية، داعياً إلى إنشاء شبكة من التعاون بين الحكومات والمؤسسات السياحية لتبادل الخبرات والتنسيق في مجالات الترويج والتسويق، وشدد على ضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة في بعض الدول العربية التي نجحت في تطوير هذا القطاع، مثل المملكة العربية السعودية ومصر، من خلال استراتيجيات متكاملة تعزز من مكانة السياحة الدينية على مستوى العالم.

كما دعا علال إلى ضرورة العمل على تحسين السمعة العالمية للسياحة الدينية في العالم العربي، بما في ذلك تسويق المناطق الإسلامية التاريخية، مثل دمشق وبغداد والقدس، باعتبارها مواقع ذات قيمة دينية وتاريخية مهمة. وأشار إلى أن تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية المعنية بالسياحة يمكن أن يساعد في تسليط الضوء على هذه المواقع وزيادة تدفق السياح.

ختامًا، شدد الدكتور صباح علال على أن السياحة الدينية في العالم العربي تمتلك إمكانيات ضخمة لا تقتصر فقط على جلب الزوار لأداء الشعائر الدينية، بل تساهم أيضًا في تعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية بين الشعوب، وأضاف أن القطاع يحتاج إلى تطوير مستمر وتنسيق فعّال لضمان أن تكون المنطقة العربية الوجهة الأولى للمسافرين من جميع أنحاء العالم.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من المؤسسات الرائدة في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.