-- سلايدر --أخبار الاتحاد

لمياء محمود: السياحة العلاجية في الوطن العربي تمتلك فرصًا واعدة لكنها تواجه تحديات

أكدت الدكتورة لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن السياحة العلاجية في العالم العربي تمتلك مقومات متميزة تجعلها قادرة على المنافسة عالميًا، لكنها في الوقت نفسه تواجه عددًا من التحديات التي تتطلب تضافر الجهود لتعزيز مكانة المنطقة كوجهة رائدة في هذا المجال.

وأوضحت محمود أن الوطن العربي يتمتع بثروات طبيعية فريدة من نوعها تساعد في تطوير السياحة العلاجية، من بينها العيون الكبريتية، والمياه المعدنية، والمناخ المعتدل، إضافة إلى المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة التي تقدم خدمات متقدمة بمستويات عالمية.

وأضافت أن العديد من الدول العربية، مثل الأردن ومصر وتونس ولبنان والإمارات، حققت تقدمًا ملموسًا في هذا القطاع، وأصبحت وجهات مفضلة للباحثين عن العلاج والاستجمام في بيئة صحية متكاملة.

وأشارت إلى أن السياحة العلاجية لا تقتصر فقط على الخدمات الطبية التقليدية، بل تشمل أيضًا العلاجات الطبيعية والتأهيلية التي تعتمد على المكونات البيئية الفريدة للمنطقة.

وأوضحت أن دولًا مثل المغرب والجزائر تمتلك مقومات طبيعية مثالية للسياحة الاستشفائية، خاصة مع انتشار المنتجعات الصحية التي تعتمد على الحمامات المعدنية والطين العلاجي، مما يجذب السياح الباحثين عن الراحة والعلاج بعيدًا عن الأدوية التقليدية.

وبالرغم من هذه الفرص الواعدة، أكدت محمود أن هناك تحديات تواجه هذا القطاع، من أبرزها الحاجة إلى توحيد المعايير الطبية وتطوير التشريعات التي تنظم عمل المنشآت الصحية السياحية، بالإضافة إلى ضرورة تعزيز الثقة لدى السياح الدوليين عبر اعتماد شهادات الجودة العالمية في المستشفيات والمراكز الطبية.

وأشارت إلى أن بعض الدول العربية لم تستثمر بعد بالشكل المطلوب في هذا المجال، مما يؤثر على قدرتها على استقطاب المزيد من المرضى الدوليين الباحثين عن علاجات متخصصة بتكلفة تنافسية.

كما لفتت إلى أن التسويق والترويج للسياحة العلاجية ما زال محدودًا في بعض الدول، حيث تعتمد العديد من الوجهات العربية على السياحة التقليدية دون التركيز بشكل كافٍ على إمكانياتها في السياحة العلاجية.

وأكدت أن استخدام الأدوات الرقمية الحديثة، مثل منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية، أصبح أمرًا ضروريًا لجذب المرضى من مختلف أنحاء العالم وتعريفهم بالمزايا الفريدة التي تقدمها الدول العربية في هذا القطاع.

ودعت الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي إلى تعزيز التعاون الإقليمي بين الدول العربية لتبادل الخبرات في مجال السياحة العلاجية، مشيرة إلى أن التكامل بين الدول يمكن أن يسهم في خلق شبكة قوية من الوجهات العلاجية المتخصصة، مما يساعد على زيادة التدفقات السياحية وتعزيز العائدات الاقتصادية.

وأكدت أن القطاع الخاص له دور محوري في دعم هذه الجهود من خلال الاستثمار في بناء مستشفيات ومنتجعات صحية متكاملة، تعتمد على أحدث التقنيات الطبية والعلاجية.

وفي ختام حديثها، شددت محمود على أهمية التوعية بدور السياحة العلاجية كأحد القطاعات الاقتصادية المهمة التي يمكن أن تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة، مؤكدة أن الوطن العربي يمتلك جميع المقومات التي تؤهله ليكون وجهة عالمية في هذا المجال، بشرط التغلب على التحديات القائمة والعمل على استراتيجيات متكاملة لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من المؤسسات الرائدة في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى