د. لمياء محمود: السياحة البيئية ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية

أكدت الدكتورة لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن السياحة البيئية والمستدامة تمثل أحد القطاعات الحيوية التي يمكن أن تساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية.
وأضافت في تصريح خاص أنها تعتبر عاملًا مهمًا في تعزيز الوعي البيئي وحماية الموارد الطبيعية، إلى جانب كونها مصدرًا رئيسيًا للدخل للعديد من الدول العربية، خصوصًا تلك التي تمتلك بيئات طبيعية متنوعة مثل الصحاري، الجبال، والسواحل.
وأشارت الدكتورة لمياء إلى أن السياحة البيئية تتيح للسياح الفرصة لاكتشاف الطبيعة الخلابة والمتنوعة في الدول العربية، من خلال زيارة المحميات الطبيعية، والمنتزهات البيئية، ومناطق التراث الطبيعي.
وقالت: “إن العالم العربي يمتلك الكثير من الموارد الطبيعية التي يجب الحفاظ عليها، بما في ذلك الحياة البرية المتنوعة والتضاريس الطبيعية الفريدة مثل الواحات الصحراوية والشواطئ النقية، وهذه الموارد تمثل فرصة كبيرة لجذب السياح المهتمين بالسياحة البيئية”.
وتطرقت الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي إلى أهمية السياحة المستدامة كأداة لحماية البيئة وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في نفس الوقت.
وأوضحت أن السياحة المستدامة ليست مجرد استقطاب السياح، بل تتضمن أيضًا التأكد من أن الأنشطة السياحية لا تضر بالبيئة، بل تساعد في الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
وقالت: “من خلال السياحة المستدامة، يمكننا تحقيق التوازن بين التطور الاقتصادي وحماية البيئة. يمكننا أن نطور مشروعات سياحية تركز على الحفاظ على التراث الطبيعي والبيئي مع تقديم تجارب سياحية مبتكرة”.
وتناولت أيضًا بعض التحديات التي تواجه تطوير السياحة البيئية والمستدامة في العالم العربي، مشيرة إلى أن الوعي البيئي ما زال في مراحل متقدمة من التطور في بعض الدول.
وأضافت: “تحتاج السياحة البيئية إلى دعم حكومي قوي، بالإضافة إلى تعاون القطاع الخاص والمجتمعات المحلية لتحقيق النجاح المستدام. يجب أن تشمل استراتيجيات السياحة البيئية أيضًا تعليم المجتمع المحلي أهمية الحفاظ على بيئته، وكيفية الاستفادة منها بطريقة مستدامة”.
وأشارت إلى أن الدول العربية تتسم بوجود مواقع طبيعية تميزها عن غيرها من مناطق العالم، مثل واحات الصحراء الكبرى، الغابات الاستوائية في بعض المناطق، والشواطئ ذات المياه الفيروزية، ما يجعلها قادرة على جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، وفي هذا السياق، أكدت أنه يجب التركيز على تطوير بنية تحتية تدعم السياحة البيئية، مثل إنشاء مسارات سياحية تراعي البيئة وتوفير أماكن للإقامة والأنشطة التي تحترم الطبيعة.
وأوضحت د. لمياء محمود أن السياحة البيئية تسهم أيضًا في دعم المجتمعات المحلية من خلال خلق فرص عمل في مجالات مثل الإرشاد السياحي، والضيافة البيئية، والتنمية الزراعية المستدامة، ما يعزز من الرفاهية الاقتصادية، وقالت: “يجب أن تكون المجتمعات المحلية جزءًا من العملية السياحية البيئية، حيث إن إشراكهم في الإدارة والمراقبة البيئية سيسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة”.
وبالنسبة لمستقبل السياحة البيئية في الدول العربية، أكدت د. لمياء أن هناك فرصًا كبيرة لتوسيع هذا القطاع في المستقبل القريب، خصوصًا مع تزايد الوعي العالمي بضرورة الحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي، وأضافت: “العالم العربي يمتلك إمكانيات هائلة يمكن الاستفادة منها في هذا المجال، وبالتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، يمكننا بناء مستقبل مستدام يعزز من السياحة البيئية ويدعم الاقتصاد المحلي”.
وفي ختام تصريحها، دعت الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي إلى ضرورة تكثيف الجهود في الترويج للسياحة البيئية في العالم العربي، من خلال حملات إعلامية قوية تسلط الضوء على أهمية هذه السياحة، والفرص التي توفرها في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، وأكدت أن الإعلام يلعب دورًا حيويًا في هذه العملية، باعتباره الوسيلة المثلى لنقل الرسائل البيئية إلى الجمهور وجذب اهتمام السياح الدوليين.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من المؤسسات الرائدة في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.