-- سلايدر --أخبار الاتحاد

لمياء محمود: مصر والأردن حجر الزاوية في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية

تُعد العلاقات الأردنية المصرية نموذجًا متميزًا في التكامل والتعاون العربي، إذ لطالما جمعت البلدين الشقيقين روابط وثيقة قائمة على الاحترام المتبادل والتنسيق المشترك في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وفي إطار هذا التعاون، شهدت العاصمة المصرية القاهرة لقاءً هامًا جمع سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد الأردن، بفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتنسيق الجهود بشأن القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

العلاقات الراسخة والتنسيق المشترك

نقل سمو الأمير الحسين خلال اللقاء تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني للرئيس السيسي، مشيدًا بالدور الريادي الذي تضطلع به مصر في دعم الاستقرار الإقليمي وحماية المصالح العربية.

كما أكد دعم الأردن للجهود المصرية المبذولة لإعادة إعمار غزة، إلى جانب الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة في السابع والعشرين من فبراير الجاري، والتي من المتوقع أن تشكل محطة مفصلية في التنسيق العربي حول المستجدات السياسية والأمنية في المنطقة.

وشهد اللقاء نقاشات معمقة حول العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، وسبل توسيع مجالات التعاون في مختلف القطاعات الحيوية، بما في ذلك الاقتصاد، والطاقة، والتجارة، والأمن، كما تم التأكيد على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق إزاء مختلف القضايا التي تهم البلدين والشعوب العربية بشكل عام.

الملف الفلسطيني 

احتل الملف الفلسطيني الحيز الأكبر من اللقاء، حيث شدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب في قطاع غزة، ومنع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، سواء إلى الأردن أو مصر، باعتبار ذلك خطًا أحمر لا يمكن القبول به.

وأكد سمو الأمير الحسين والرئيس السيسي أهمية تثبيت وقف إطلاق النار، وزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة لأهالي القطاع، مع استمرار الجهود الدبلوماسية من أجل تحقيق حل سياسي عادل ومستدام.

كما أعاد الطرفان التأكيد على موقفهما الثابت الداعي إلى ضرورة حل الدولتين، الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره الحل الوحيد الكفيل بإنهاء النزاع وضمان حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

ولم يغب عن اللقاء التطرق إلى تطورات الأوضاع في الضفة الغربية، حيث حذر الجانبان من خطورة التصعيد الإسرائيلي المتواصل، والانتهاكات المستمرة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وتم التأكيد على ضرورة تكثيف التحركات العربية والدولية لمواجهة هذه الممارسات، والعمل على استعادة الهدوء، بما يحفظ حقوق الفلسطينيين ويمنع أي محاولات لتغيير الوضع القائم في المدينة المقدسة.

وتعليقًا على ذلك، قالت الدكتورة لمياء محمود، رئيسة شبكة صوت العرب في الإذاعة المصرية السابقة، والأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، إن مصر والأردن يشكلان حجر الزاوية في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، كما أنهما يواجهان معًا تحديات كبيرة في سبيل الحفاظ على وحدة الصف العربي ورفض أي محاولات للمساس بالثوابت الفلسطينية.

وأشارت إلى أن اللقاء بين الأمير الحسين والرئيس السيسي جاء في توقيت بالغ الأهمية، حيث يتزامن مع تحركات دبلوماسية مكثفة على المستويين العربي والدولي، من بينها لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الأمريكي، والذي حمل موقفًا أردنيًا ومصريًا واضحًا وصريحًا بشأن رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو فرض حلول غير عادلة للقضية الفلسطينية.

وأوضحت الدكتورة محمود أن الموقف الأردني والمصري بات أكثر وضوحًا في أروقة صنع القرار العالمي، لا سيما بعد التحركات الأخيرة التي شهدتها العواصم العربية، والتي تبلورت في إجماع عربي واسع رافض للسياسات الإسرائيلية التصعيدية، وهو ما يعزز من فرص تحقيق ضغط دولي أكثر فاعلية في سبيل وقف العدوان على غزة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.

وقالت :”منذ عقود، أثبتت العلاقات الأردنية المصرية أنها نموذج فريد في التعاون والتكامل العربي، حيث لم تشهد يومًا تراجعًا، بل كانت دومًا تسير نحو مزيد من التقارب والتنسيق، ويمثل لقاء سمو ولي العهد الأمير الحسين بالرئيس السيسي محطة جديدة في مسار هذه العلاقة المتميزة، حيث جرى التأكيد على ضرورة الاستمرار في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة”.

واختتمت حديثها مؤكدة أن استمرار هذه اللقاءات والمشاورات على أعلى المستويات يعكس مدى إدراك البلدين لحجم التحديات التي تواجه المنطقة، وضرورة التكاتف من أجل مواجهتها بروح المسؤولية والعمل المشترك، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التنسيق الأردني المصري، سواء على المستوى الثنائي أو ضمن الإطار العربي الأوسع، بما يعكس الدور المحوري للبلدين في الدفاع عن القضايا العربية وتعزيز التضامن المشترك في مواجهة مختلف التحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى