ارتفاع قياسي في أسعار فنادق الرياض تزامنًا مع الفعاليات الكبرى
تشهد العاصمة السعودية الرياض هذا الأسبوع ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الفنادق، حيث وصلت تكلفة الإقامة في بعض الفنادق الفاخرة إلى 2500 ريال لليلة الواحدة، مع تسجيل بعض الأجنحة الفندقية لأسعار تتراوح بين 11 ألفًا و15 ألف ريال لليلة.
ويأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع استضافة المدينة لفعاليات كبرى جذبت آلاف الزوار من داخل المملكة وخارجها، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الإشغال الفندقي إلى مستويات قياسية.
ويُعزى هذا الارتفاع الحاد في الأسعار إلى انعقاد معرض “ريستاتكس الرياض العقاري 2024″، الذي يقام في الفترة من 18 إلى 21 فبراير في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، إضافة إلى المنتدى السعودي للإعلام، الذي يُعقد في الفترة من 19 إلى 21 فبراير، وقد ساهم هذان الحدثان، اللذان يجمعان نخبة من المشاركين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، في زيادة الطلب على الإقامة الفندقية بشكل غير مسبوق، مما انعكس مباشرة على الأسعار.
وفقًا لمواقع الحجوزات الفندقية، فقد شهدت الفنادق القريبة من وسط الرياض والمطار نسبة إشغال وصلت إلى 100%، وهو ما دفع الأسعار إلى مستويات غير معتادة، خاصة في فنادق الخمس نجوم.
وبحسب البيانات المستمدة من تطبيقات الحجز مثل “بوكينج”، فقد تراوحت الأسعار بين 2500 ريال وحتى 5000 ريال لليلة في بعض الفنادق الفاخرة، في حين ارتفعت تكلفة الأجنحة الرئاسية والملكية لتصل إلى 15 ألف ريال في بعض الحالات.
ووفقًا لتقديرات “نايت فرانك”، فإن هذا النمو القوي في الطلب على القطاع الفندقي مرشح للاستمرار حتى عام 2030، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد الغرف الفندقية في المملكة من 128 ألف غرفة حاليًا إلى 403 آلاف غرفة بحلول نهاية العقد الجاري، وهو ما يمثل قفزة ضخمة تصل إلى 215%.
يُذكر أن الرياض احتلت المركز الثاني بين مناطق المملكة في استقبال السياح المحليين والدوليين خلال النصف الأول من عام 2024، حيث بلغ عدد السياح المحليين الذين زاروا العاصمة 8.8 ملايين، فيما بلغ عدد السياح القادمين من خارج المملكة 1.3 مليون سائح.
وتعكس هذه الأرقام التحول الكبير الذي تشهده الرياض لتصبح واحدة من أهم الوجهات السياحية والتجارية في المنطقة، مدعومة بتطور بنيتها التحتية واستضافتها للفعاليات الدولية الكبرى.
ويؤكد خبراء السياحة أن هذا النمو في القطاع الفندقي يعكس الدور المتزايد الذي تلعبه الرياض في جذب الاستثمارات السياحية، لا سيما في ظل رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز مكانة السعودية كوجهة سياحية عالمية، وهو ما يبرر التوسع الكبير في المشاريع الفندقية الفاخرة خلال السنوات القادمة.
