فندق بالاسيو جران فيا رويال هايداواي.. تجربة فريدة تمزج بين الفخامة والتاريخ في قلب غرناطة

في رحلة ساحرة إلى قلب الأندلس، وبالتحديد إلى مدينة غرناطة التاريخية، أتيحت لنا الفرصة لاكتشاف أحد أروع المعالم الفندقية التي تعكس سحر الماضي ورفاهية الحاضر، وهو فندق بالاسيو جران فيا رويال هايداواي.
هذا الفندق الفاخر من فئة الخمس نجوم، الذي كان في السابق مقراً لبنك Rodríguez-Acosta، تحول اليوم إلى وجهة فريدة تجمع بين الإرث التاريخي والحداثة في آنٍ واحد، ليمنح زواره تجربة إقامة لا تُنسى.
إرث معماري ينبض بالأصالة
يقع الفندق في قلب شارع جران فيا دي كولون، أحد أشهر الشوارع في غرناطة، ويتميز بطراز معماري يعود إلى أوائل القرن العشرين.
يعود تاريخ بناء الفندق إلى عام 1905، وهو أحد المباني الرمزية في المدينة، حيث يعكس أسلوب التصميم الذي كان سائداً آنذاك في العواصم الأوروبية الكبرى.
بعد عملية ترميم دقيقة أشرف عليها المهندس المعماري كارلوس كوينتانيلا، أصبح المبنى مثالاً حياً على المزج بين التراث والحداثة، حيث تم الاحتفاظ بعناصره الأصلية، بما في ذلك الخزائن الخشبية المزخرفة والأرضيات الفريدة التي تعود إلى حقبة ازدهاره كمقر مصرفي.
إطلالات ساحرة وموقع استراتيجي
يتمتع فندق بالاسيو جران فيا بإطلالات استثنائية، حيث يشرف من الشرق على قصر الحمراء، التحفة المعمارية الإسلامية الشهيرة، ومن الغرب يطل على كاتدرائية غرناطة العريقة، هذه الإطلالات الخلابة تضفي على الإقامة في الفندق لمسة سحرية، تجعل الضيوف يشعرون وكأنهم جزء من تاريخ المدينة العريق.
تجربة إقامة فاخرة بتفاصيل استثنائية
من اللحظة الأولى للوصول إلى الفندق، يستقبل الضيوف بكرم ضيافة يعكس روح غرناطة الدافئة. يتم الترحيب بالزوار بمشروب طبيعي منعش، إلى جانب زجاجات زيوت عطرية تتيح لهم تعطير غرفهم يومياً، مما يخلق تجربة حسية مترفة تتماشى مع شهرة غرناطة في صناعة العطور.
الغرف في الفندق مصممة بأناقة تدمج بين الكلاسيكية والحداثة، حيث تتميز بألوان هادئة، وأقمشة فاخرة، وأثاث خشبي يعكس أصالة المكان. أما السرير الفاخر والإضاءة الدافئة، فهما عنصران يضمنان الراحة والاسترخاء بعد يوم حافل باستكشاف المدينة.
مذاقات استثنائية في مطاعم الفندق
يقدم الفندق تجربة طعام لا تقل فخامة عن إقامته، حيث يضم مطعم إل باتيو، الذي يقدم أشهى الأطباق المستوحاة من مطبخ البحر الأبيض المتوسط، بلمسة طهو حديثة، في أجواء راقية داخلية وفناء مفتوح يضفي سحراً خاصاً على تجربة الطعام.
أما تراس الفندق، فهو المكان المثالي للاستمتاع بمشروب منعش مع إطلالة لا مثيل لها على معالم غرناطة التاريخية، خصوصاً وقت الغروب، حيث تتحول المدينة إلى لوحة فنية تنبض بالحياة.
أنشطة وتجارب فريدة في قلب غرناطة
لا تقتصر تجربة الإقامة في فندق بالاسيو جران فيا على الفخامة فحسب، بل تمتد لتشمل مجموعة من الأنشطة المميزة التي تعزز من ارتباط الزائر بتاريخ وثقافة غرناطة.
خلال إقامتنا، استمتعنا بجولة على الأقدام في أزقة المدينة القديمة، زرنا خلالها سوق القيصرية، واكتشفنا الحرف التقليدية، كما زرنا الكاتدرائية الملكية وساحة إيزابيل لا كاتوليكا، حيث التاريخ يروي قصصه في كل زاوية.
أما عشاق العطور، فيمكنهم تجربة صنع عطرهم الخاص في قصر El Patio de los Perfumes، وهو مبنى يعود لعصر النهضة يضم ورش عمل متخصصة في فن صناعة العطور، ما يتيح للزوار فرصة التعرف على أسرار هذه الحرفة التي اشتهرت بها غرناطة منذ قرون.
زيارة قصر الحمراء.. تجربة لا تُفوَّت
لا تكتمل زيارة غرناطة دون استكشاف قصر الحمراء، أحد أعظم معالم العمارة الإسلامية في العالم، خلال الجولة، اصطحبتنا مرشدة سياحية في رحلة عبر الزمن بين أروقة القصر وحدائقه الغنّاء، حيث استمتعنا بمشاهدة النقوش العربية الساحرة والزخارف الهندسية التي تعكس عبقرية الفن الأندلسي.
بعد هذه الزيارة الاستثنائية، كان لا بد من الاستراحة في أحد المقاهي المطلة على ممشى الباسيو دي لوستريس، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بأجواء غرناطة المميزة مع إطلالة بانورامية على المعالم التاريخية.
مساء ساحر مع الفلامنكو ونكهات الأندلس
لم تكن رحلتنا إلى غرناطة لتكتمل دون حضور عرض الفلامنكو التقليدي في أحد كهوف حي ساكرومونتي، الحي الشهير بتاريخ الغجر وفن الفلامنكو الأصيل. الأجواء الحماسية، والإيقاعات العاطفية، وحركات الراقصين المتقنة، جعلت من هذه الليلة ذكرى لا تُنسى.
وبعد العرض، تناولنا العشاء في مطعم Ruta del Azafrán، حيث استمتعنا بأشهى أطباق المطبخ الأندلسي مع إطلالة خلابة على قصر الحمراء المضاءة ليلاً، مما جعل الختام مثالياً لهذه الرحلة الساحرة.
تجربة استرخاء مثالية قبل المغادرة
في اليوم الأخير من إقامتنا، استمتعنا بجلسة يوغا على تراس الفندق، وسط أجواء منعشة ونسمات غرناطة العليلة، تلتها تجربة احتساء الشاي الأندلسي التقليدي في لاونج La Sucursal، حيث تُقدم المشروبات الساخنة والحلويات المصنوعة منزلياً بطريقة تعكس التقاليد العريقة.
وقبل مغادرتنا، خضنا تجربة المساج الاسترخائي في الفندق، وهو ما أضفى لمسة من الهدوء والراحة قبل العودة إلى الواقع بعد رحلة من الأحلام في هذه المدينة الفريدة.
ختاماً.. تجربة لا تُنسى في قلب الأندلس
ربما غادرنا غرناطة، لكن الحقيقة أن جزءاً منا بقي هناك، بين أزقتها القديمة، وقصورها العريقة، وعبق عطورها المنتشر في الأجواء.
الإقامة في فندق بالاسيو جران فيا رويال هايداواي لم تكن مجرد تجربة فندقية، بل كانت رحلة عبر الزمن، جمعت بين الفخامة والتاريخ والثقافة، مما جعل زيارتنا لغرناطة ذكرى خالدة، ورغبة دائمة في العودة إليها مرة أخرى.