كمان نادر من ستراديفاريوس يباع بـ11.3 مليون دولار في مزاد بنيويورك
![كمان نادر](https://arabutm.org/wp-content/uploads/2025/02/download-1-3-780x470.webp)
شهدت دار “سوذبيز” للمزادات في نيويورك بيع كمان نادر من طراز ستراديفاريوس يعود إلى عام 1714 بمبلغ 11.3 مليون دولار، ليصبح ثالث أغلى آلة موسيقية تُباع في مزاد علني.
الكمان، الذي يحمل اسم “يواكيم-ما ستراديفاريوس”، يتميز بصوته الغني والعميق، مما جعله قطعة فريدة تجذب اهتمام الموسيقيين وهواة جمع الآلات النادرة.
تحفة فنية من عصر ستراديفاري الذهبي
صُنِع هذا الكمان خلال الفترة المعروفة بـ”العصر الذهبي” لصانع الآلات الوترية الشهير أنطونيو ستراديفاري، وهو أحد أعظم صناع الكمان في التاريخ، هذه الفترة، التي امتدت بين عامي 1700 و1720، شهدت إنتاج بعضٍ من أفضل الآلات الوترية التي لا تزال تستخدم حتى اليوم من قبل كبار العازفين.
جودة الخشب المستخدم، الدقة في التصميم، والتقنيات المتقدمة في صناعة الكمان جعلت هذه الآلات تحفًا نادرة ذات قيمة موسيقية واقتصادية استثنائية.
اهتمام عالمي بصوت الكمان الفريد
رئيسة دار “سوذبيز” في القارة الأمريكية، ماري كلاوديا خيمينيس، أكدت أن الكمان ليس مجرد أداة موسيقية، بل قطعة فنية تجمع بين المهارة الحرفية العالية والتاريخ الموسيقي العريق.
وأشارت إلى أن الصوت الفريد للكمان، إلى جانب تاريخه الغني، جعله محط اهتمام واسع بين الموسيقيين وهواة جمع التحف الموسيقية.
الكمان بيع بسعر يجعله ثالث أغلى آلة موسيقية تُباع في مزاد، حيث لا يزال الرقم القياسي مسجلًا باسم كمان “ليدي بلانت”، الذي بيع عام 2011 بسعر 15.9 مليون دولار.
الفرق في الأسعار يعكس الطلب الكبير على الآلات النادرة التي تحمل توقيع ستراديفاري، والتي يُعتقد أنها تقدم جودة صوت لا يمكن مضاهاتها بأي آلة حديثة.
من معهد نيو إنغلاند إلى سوذبيز
قبل بيعه، كان “يواكيم-ما ستراديفاريوس” مملوكًا لعازف الكمان الشهير سي-هون ما، الذي قدمه إلى معهد نيو إنغلاند الموسيقي (NEC) في بوسطن، حيث تلقى تعليمه الموسيقي.
وضع العازف شرطًا عند تسليم الكمان للمعهد، وهو أن يتم بيعه في المستقبل لدعم المنح الدراسية للطلاب، مما يضيف بُعدًا إنسانيًا وثقافيًا إلى قصة هذه الآلة التاريخية.
رمز موسيقي خالد
يظل اسم ستراديفاري رمزًا للجودة الفائقة في عالم الموسيقى الكلاسيكية، حيث لم يتمكن أي صانع آلات حديث من تكرار الدقة والثراء الصوتي الذي يميز آلاته.
الكمانات التي خرجت من ورشته قبل أكثر من ثلاثة قرون لا تزال تستخدم في الحفلات الموسيقية العالمية، وتعد من أثمن القطع التي يسعى العازفون المحترفون لامتلاكها.
بيع “يواكيم-ما ستراديفاريوس” بهذا السعر يعكس استمرار الاهتمام العالمي بالآلات الوترية التاريخية، ويؤكد أن قيمتها لا تقتصر على كونها أدوات موسيقية، بل تمتد لتكون جزءًا من التراث الثقافي والفني للبشرية.