المتاحف في الدمام.. جسور تربط الماضي بالحاضر وتعكس التراث العريق للمنطقة الشرقية
![المتاحف في الدمام](https://arabutm.org/wp-content/uploads/2025/02/download-1-2-780x470.webp)
تعد مدينة الدمام، الواقعة على الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية، واحدة من أبرز المراكز الثقافية التي تزخر بالمتاحف والمواقع التراثية، حيث تشكل نافذة حقيقية على تاريخ المنطقة وتراثها العريق.
تضم الدمام عددًا من المتاحف التي تحتضن بين جدرانها إرثًا ثقافيًا غنيًا يعكس تطور الحضارات التي مرت على المنطقة، من العصور الحجرية إلى العصر الحديث، ما يجعلها وجهة متميزة للباحثين عن المعرفة ومحبي التاريخ.
متحف الدمام.. رحلة عبر الزمن
يُعد متحف الدمام واحدًا من أقدم المتاحف في المنطقة الشرقية، حيث افتُتح عام 1405هـ (1985م) ويقع داخل مبنى مكتبة الدمام العامة، بمساحة تبلغ 1,281 مترًا مربعًا.
يضم المتحف أربع قاعات رئيسية تسلط الضوء على المراحل التاريخية التي مرت بها المنطقة، وهي: قاعة ما قبل التاريخ، التي تعرض أدوات حجرية وبقايا أثرية تعكس حياة الإنسان في العصور القديمة، وقاعة ما قبل الإسلام، التي توثق التطورات الثقافية والحضارية قبل ظهور الإسلام، والقاعة الإسلامية التي تسلط الضوء على تأثير الإسلام على حياة السكان المحليين، إضافة إلى قاعة الأمير محمد بن فهد للتراث، التي تحتوي على مقتنيات وأدوات تعكس التراث المحلي للمنطقة الشرقية.
متحف الدمام الإقليمي.. صرح ثقافي متكامل
يمثل متحف الدمام الإقليمي نموذجًا للمتاحف الحديثة التي تجمع بين العرض التقليدي والتقنيات التفاعلية، إذ وُضع حجر أساسه عام 1432هـ (2011م) في متنزه الملك عبدالله على الواجهة البحرية.
يمتد المشروع على مساحة شاسعة تصل إلى 17,849 مترًا مربعًا، ويتكون من سبعة طوابق تضم قاعات عرض تحكي قصة تطور المملكة والمنطقة الشرقية عبر الحقب التاريخية المختلفة.
يحتوي المتحف أيضًا على قاعة مخصصة لتوحيد المملكة، بالإضافة إلى قبة زجاجية ضخمة، ومكتبة، ومرافق تعليمية، إلى جانب مناطق خضراء ومائية تضفي طابعًا جماليًا فريدًا على الموقع.
متحف الفلوة والجوهرة.. كنوز أثرية نادرة
يعد متحف الفلوة والجوهرة من أبرز المتاحف الخاصة في الدمام، حيث يضم أكثر من 500 ألف قطعة أثرية وتراثية نادرة، تمثل مختلف العصور والتطورات التي شهدتها المملكة. من بين المقتنيات اللافتة للنظر، مصحف مخطوط يعود لأكثر من 550 عامًا، وسيارة كاديلاك موديل 1959م تعود للملك سعود.
يمتد المتحف على مساحة 10,000 متر مربع، ويضم 24 قاعة موزعة على طابقين، تشمل أقسامًا للتراث الإسلامي، العملات القديمة، السيارات الكلاسيكية، الحِرف التقليدية، والمقتنيات الملكية، إضافة إلى قطع أثرية عالمية ذات قيمة تاريخية كبيرة.
متحف أبو ردحة.. ذاكرة شعبية حية
يتميز متحف أبو ردحة بموقعه في حي الخالدية بالدمام، وهو متحف خاص يتكون من طابقين، يضم قاعات متعددة تعرض مجموعة واسعة من المقتنيات التراثية التي تعكس الحياة اليومية للسكان في الماضي.
يضم المتحف ملابس تقليدية، أدوات طهي قديمة، أسلحة تاريخية، عملات نادرة، وكتب ومخطوطات توثق مسيرة الثقافة في المنطقة الشرقية.
تمثل هذه المتاحف مجتمعةً جسورًا تربط الأجيال الحالية بماضيها العريق، حيث تتيح للزوار فرصة التعرف على التراث الغني للمنطقة الشرقية من خلال معروضات نادرة وأجواء تاريخية تسافر بهم عبر الزمن.