“ديب سيك” يهدد هيمنة الذكاء الاصطناعي الغربي ويحذر ترامب من تداعياته
أطلق نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” موجات من القلق في صناعة التكنولوجيا العالمية، محققًا تقدمًا مثيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
تسبب هذا النموذج، الذي تم تطويره بتكلفة منخفضة، في تراجع كبير بأسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تحذير الصناعة الأمريكية من تداعيات هذه المنافسة الشرسة.
وفي مؤتمر لحزب الجمهوري في ميامي، شدد ترامب على أن إطلاق “ديب سيك” يعد بمثابة “جرس إنذار” لصناعة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
وأكد أن هذه الصدمة يمكن أن تكون “إيجابية” إذ قد تدفع شركات وادي السيليكون إلى الابتكار وتقديم تقنيات بتكلفة أقل في مواجهة المنافسة العالمية.
وكان ترامب قد أعلن، قبل أيام، عن مشروع كبير بقيمة 500 مليار دولار لإنشاء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بهدف تعزيز التفوق التكنولوجي الأمريكي.
تسبب إطلاق نموذج “ديب سيك” في هزة كبيرة في القطاع التكنولوجي الأمريكي. فقد خسرت شركة “إنفيديا” الأمريكية، التي تعد من أكبر المزودين لأشباه الموصلات لصناعة الذكاء الاصطناعي، نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية مع تراجع أسهمها بنحو 17%.
وشكل هذا التراجع صدمة للأسواق المالية، خاصة في وقت كان يتم فيه احتساب تفوق الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي على دول أخرى.
أما شركة “ديب سيك” الصينية الناشئة، التي تتخذ من مدينة هانغتشو مقراً لها، فقد أثبتت أن بإمكانها المنافسة بقوة في هذا المجال رغم استثماراتها المحدودة مقارنة بالشركات الأمريكية الكبرى.
في حسابها الرسمي على تطبيق “وي تشات”، أعلنت الشركة أن نموذجها “ديب سيك-آر1” أرخص بنسبة تتراوح بين 20 إلى 50 مرة من نموذج “أوبن إيه.آي-أو1” الأمريكي، مما يزيد من قلق الشركات الغربية التي تراهن على تكاليف التشغيل المرتفعة.
في تعليقه على هذا التقدم، وصف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه.آي”، نموذج “آر1” الصيني بـ”المذهل”، لكنه أشار إلى أن قدرة الحوسبة الأكبر تظل العامل الرئيسي في النجاح المستقبلي لشركات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن “أوبن إيه.آي” ستستمر في التركيز على تعزيز القدرة الحاسوبية كجزء من استراتيجيتها لتحقيق أهدافها في البحث والابتكار.
وكان تأثير “ديب سيك” محسوسًا على نطاق واسع في الأسواق المالية، فقد أغلق مؤشرا “ستاندرد آند بورز 500″ و”ناسداك” على انخفاض حاد، حيث تراجعت أسهم “إنفيديا” وغيرها من شركات تصنيع الرقائق. كما سجل مؤشر أسهم أشباه الموصلات أكبر انخفاض يومي له منذ مارس 2020، بعد ظهور المنافس الصيني في هذا المجال.