على الرغم من النصائح المستمرة بضرورة شرب كميات كبيرة من الماء من أجل الحفاظ على الصحة، إلا أن دراسة جديدة أجرتها جامعة كاليفورنيا قدمت نتائج مدهشة قد تغير طريقة تفكيرنا حول هذا الموضوع.
الدراسة، التي تم نشرها على موقع “New Atlas”، تشير إلى أن شرب الماء بكميات كبيرة قد لا يكون دائمًا مفيدًا، بل قد يسبب أضرارًا صحية في بعض الحالات.
هل شرب 2 لتر من الماء يوميًا مفيد؟
في محاولة للتركيز على تأثير شرب الماء على فقدان الوزن، السكري، حصوات الكلى، والصداع، خلص الباحثون إلى أن شرب 2 لتر من الماء يوميًا لم يكن له تأثير إيجابي ملحوظ على فقدان الوزن على مدار 6 أشهر.
رغم أن الكثير من الناس يعتقدون أن شرب كميات كبيرة من الماء قد يساعد في خفض الوزن، إلا أن هذه الدراسة أظهرت أن هذه الممارسة قد لا تُحدث أي تغيير ملحوظ في وزن الجسم.
أضرار شرب كميات كبيرة من الماء
من المفاجئ أن الدراسة أظهرت أن شرب كميات كبيرة من الماء قد يؤدي إلى مشاكل صحية، على سبيل المثال، فقد تبين أن تناول 550 مل من الماء خلال ساعتين من الاستيقاظ ثم 550 مل أخرى قبل النوم يوميًا لمدة 12 أسبوعًا قد ساهم في زيادة مستويات الجلوكوز في الدم، مما يعزز احتمالية تفاقم حالة مرضى السكري، كما أن هذه الزيادة في تناول الماء قد تؤدي إلى فرط نشاط المثانة، وهو ما يُعد مصدر إزعاج للكثيرين.
إلى جانب ذلك، أظهرت النتائج أن إضافة 2 لتر من الماء يوميًا قد لا يكون له علاقة مباشرة بتخفيف الصداع، بل قد يؤدي إلى زيادة تكوّن الحصوات في الكلى، وهي واحدة من المفاجآت التي كانت غير متوقعة.
هل ينطبق ذلك على الجميع؟
ورغم هذه النتائج السلبية في بعض الحالات، أوضح الباحثون أن الدراسة ركزت فقط على الآثار الجانبية المحتملة لشرب كميات أكبر من الماء ولم تُدرَس الفوائد المحتملة لهذا السلوك بشكل كامل.
كما أكد القائمون على الدراسة أنه لا يمكن الجزم بأن شرب كميات أكبر من الماء هو أمر ضار في جميع الحالات، خاصةً أن الدراسات السابقة لم تصل إلى نتائج حاسمة بخصوص التأثيرات الصحية للماء. لكن لا يمكن إنكار أهمية الماء في الحفاظ على صحة الجسم وجودة الحياة.
كمية المياه المثالية للجسم
وفقًا للدكتور بنيامين بريير، المشرف على الدراسة، فإن كمية المياه التي ينبغي تناولها يوميًا تختلف بناءً على العوامل الفردية.
وأضاف أن الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب توصي الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و30 عامًا بتناول حوالي 13 كوبًا من السوائل يوميًا، بما يعادل نحو 3 لترات، في حين توصي النساء في نفس الفئة العمرية بتناول 9 أكواب (حوالي 2.1 لتر). من المهم أيضًا أن نفهم أن كلمة “سوائل” لا تقتصر على المياه فقط، بل تشمل المشروبات الأخرى التي يتم استهلاكها.
وأشار بريير إلى أنه في بعض الحالات قد يُستفاد من تقليل كمية الماء المتناولة، خاصةً في الأشخاص الذين يعانون من كثرة التبول أو فرط نشاط المثانة.
لكنه شدد على أن لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع عندما يتعلق الأمر باستهلاك الماء. في المقابل، يجب أن يكون الجفاف موضع اهتمام كبير، خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من حصوات الكلى أو التهابات المسالك البولية.
الخلاصة
لا تزال المياه تعتبر عنصرًا أساسيًا للحفاظ على صحة الجسم، لكن دراسة جامعة كاليفورنيا تلفت الأنظار إلى ضرورة الانتباه إلى الكميات التي يتم شربها. في بعض الحالات، قد يكون من الأفضل تقليل تناول الماء أو تعديل الكمية بناءً على احتياجات الجسم الفردية.
في النهاية، يظل استهلاك الماء بشكل معتدل ومتوازن أحد الأسس الهامة للحفاظ على الصحة العامة، مع مراعاة الحالة الصحية لكل شخص.