فعاليات حي الطريف.. رحلة لاستكشاف إرث الأجداد
شهد حي الطريف التاريخي في الرياض انطلاق فعاليات موسم الدرعية لعام 2025، التي تمنح الزوار فرصة نادرة لاستكشاف التراث العريق للدرعية، الحي المدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
يجسد برنامج حي الطريف تجربة غنية تجمع بين الثقافة والفن والتاريخ، ويعكس روح الدولة السعودية الأولى عبر عروض تفاعلية وروايات حية تنقل الزوار إلى أحداث ماضية هامة، وتعرّفهم على تفاصيل حياة أئمة الدرعية وأبطالها الذين ساهموا في تأسيس الدولة.
منذ بدء فعاليات موسم الدرعية في 20 ديسمبر الماضي، يقدم حي الطريف مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تعكس هوية المنطقة، ومنها تجارب تفاعلية تثري الزوار بمعرفة عادات وتقاليد الضيافة التي اشتهرت بها الدرعية.
تضم الفعاليات أيضاً عروضاً تسلط الضوء على جمال الخيل العربي الأصيل في تجربة تفاعلية، وتقديم الجلسات الثقافية التي تستعرض قصصاً من التراث المحلي.
تتيح هذه الجلسات للزوار التعرف على الأدب الشعبي، ويشارك فيها شعراء وخبراء يتحدثون عن أصول الشعر المرتبط بالدرعية وما تحمله من موروث ثقافي.
إضافة إلى ذلك، يشهد حي الطريف عرضاً مسرحياً تفاعلياً يأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن، حيث يقومون بجولة بين أبواب الطريف التي تحكي تاريخ الدرعية وحياة أئمتها وأبطالها، يقدم هذا العرض مزيجاً من الحكايات التاريخية والأحداث التي ساهمت في تشكيل هوية المملكة العربية السعودية.
إحدى التجارب المميزة التي يضمها برنامج حي الطريف هي تجربة “850هـ”، التي تحمل اسم تاريخ تأسيس الدرعية عام 850هـ على يد الأمير مانع المريدي.
تُقدّم هذه التجربة للزوار فرصة للانغماس في أجواء تاريخية حية، حيث يأخذهم البرنامج في رحلة تفاعلية عبر الزمن، تشمل حل الألغاز المستوحاة من القصص البطولية مثل قصة الإمام تركي بن عبدالله، الذي خاض معركة “ردّاد أرضه”، بالإضافة إلى تجربة أبطال المنقية، تعد هذه التجربة أداة مبتكرة لاستكشاف التاريخ السعودي بطرق جذابة وتفاعلية.
من الفعاليات الأخرى التي تميز برنامج حي الطريف ورش العمل المتخصصة التي تتيح للزوار تعلم تقنيات البناء التقليدي، فضلاً عن ورش صناعة الحبر والأختام، والتي تنقل الزوار إلى تفاصيل ماضي المنطقة، بالإضافة إلى تجارب إلقاء القصائد المرتبطة بتاريخ الحي.
يمكن للزوار أيضا الانخراط في فعاليات العرضة السعودية والألعاب التقليدية التي تبرز جزءاً من التراث الشعبي النابع من المنطقة.
موسم الدرعية، الذي يستمر طوال هذا العام تحت شعار “أرض ترويك”، لا يقتصر فقط على الفعاليات الثقافية، بل يشهد أيضًا معارض فنية حية تبرز جمال الفن المعماري الأصيل، كما يمثل هذا الموسم ملتقى للمبدعين والمهتمين بالثقافة والتراث السعودي، في جو يدمج بين الماضي والحاضر.
يتطلع الزوار من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذه الفعاليات التي تعزز التفاعل مع التراث السعودي الغني وتتيح لهم فرصة استكشاف الحاضر بكل ما يحمله من تطور وجمال.
تعتبر فعاليات حي الطريف جزءاً من رؤية المملكة في تعزيز السياحة الثقافية، وتُعد خطوة مهمة في تسليط الضوء على تاريخ الدرعية ودورها المحوري في تشكيل تاريخ السعودية.